يستعد العالم الإسلامي لاستقبال شهر رمضان المبارك، فيما أبناء غزة تزداد مأساتهم وتتفاقم معاناتهم، دون أن يلوح في الأفق ما يطمئن إلى هدنة، تسمح لهم بممارسة شعائرهم وعباداتهم ولملمة جراحاتهم.
لقد طالبت الأمم المتحدة مرارا وتكرارا بوقف إطلاق نار فوري لأسباب إنسانية، والسماح لوكالات الإغاثة بالوصول إلى القطاع، الذي يشهد انهيارات إنسانية غير مسبوقة، وعلى الرغم من عمليات إسقاط المساعدات من الجو، إلا أن هذه العملية لا يمكن أن تكون بديلا عن إدخال الشاحنات إلى غزة عبر البر، وهي عملية مستحيلة بسبب العراقيل الإسرائيلية المستمرة، حيث يتم السماح بدخول أقل من مائة شاحنة يوميا، وهو عدد لا يمكن أن يلبي الاحتياجات الإنسانية لأكثر من «2.3» مليون فلسطيني في قطاع غزة، يعتمدون بشكل رئيسي على المساعدات القادمة من الخارج.
يأتي رمضان هذا العام وأهل غزة تحت خيام مهترئة، يتضورون جوعا وعطشا، وعلى الرغم من وجود إجماع عالمي بضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار ودخول المساعدات، إلا أن الاحتلال ما زال يعرقل كل شيء بعد أن حول أكثر من مليوني فلسطيني إلى رهائن، ودمر كل شيء في القطاع، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وخطوط الكهرباء والماء.
يتزامن قدوم شهر رمضان هذا العام مع مرور خمسة أشهر من الحرب المتواصلة منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، خلفت خلالها تأثيرات اقتصادية واسعة على الاقتصاد الفلسطيني، على رأسها انعدام مقومات الحياة لدى المواطنين، وانقطاع المواد الغذائية، وكل أسباب الحياة الأخرى، فيما المجتمع الدولي يقف متفرجا عاجزا أمام هذه المأساة المروعة.