- مهنا الحبيل
نقول إن هذا الممكن هو أن تخرج اليمن من الحرب، مع الاحتفاظ بجسم ورمزية الدولة، مهما اختلفت التقديرات حول وضع الرئيس عبد ربه هادي، وضعفه واختلاط الأوراق من حوله. وبالتالي تخرج اليمن من الحرب، وتأسيس استقرار عسكري، بدمج قوات الشرعية من المؤتمرين العائدين، والمنضمين إليهم، من القوات المسلحة اليمنية التي أممها الحوثي، والمساحة السياسية للحوثي ستبقى بكل تأكيد ولا يمكن سحب كل سلاحه، في ظل إصرار طهران التي استفادت كالعادة من مواسم الغباء العربي،
وها هو ترامب، يهدد الرياض بالعقوبات ويحتشد الكونغرس ضدها، لا ضد طهران.هذا بالطبع، لا يُجزم باستمراره، والوصول إلى ترضية ودفع فواتير مجدداً لترامب، من قبل الرياض وارد جداً، لكن تظل الصورة المضطربة والمبعثرة لأمن المنطقة مؤثر كبير على استقرار اليمن، فيبقى أن البنية التحتية للتسوية، هي وقف الحرب وبقاء الدولة ورمزيتها وسيادتها.ولا يُمكن لوقف أي حرب إلا بالتعامل مع قواعد اللعبة الممكنة، وهنا سؤال مهم ما هي قوة التوازن الأخرى، التي ممكن أن تلعب دوراً في الضغط لصالح إخراج اليمن من الحرب، رغم أن هذه القوى ضمن دوائر الصراع، ولا يُمكن للحوثيين أن يسقطوها، وهذه العناصر، الجيش الشرعي الوطني الذي رغم غدر أبو ظبي، وفوضى السعوديين المستمرة ضده، شكّل قوة ضغط، ولو أُخرجت قوات أبو ظبي وحيدت مخابراتها، لتغير الوضع الميداني، الذي يساهم في إعلان وقف إطلاق النار وبدء التسوية.
الثاني قوة الإصلاح الاجتماعية، والتي فشلت المؤامرة الظبيانية والاسناد السعودي في سحقها، وأنا أتحدث اليوم إنسانيا وعربيا لصالح اليمن، فمهما اختلفنا مع الإصلاح فهو قوة توازن اجتماعية خلّاقة، خاصة في ظل المراجعات الفكرية المهمة، التي تتصاعد وإيمان إسلاميي اليمن بالتخلص من الإرث والأيدلوجية الوهابية، التي ساهمت فيها قيادات إصلاحية تاريخية، مولتها السعودية عبر جامعة الإمام وغيرها.
فهذه القضية اليوم هي المدخل لإعادة إنتاج المشروع الفكري الحضاري لليمن العروبي الإسلامي.
وكون اليمن معقلا تاريخيا للتيارات القومية باختلافها، لا يجب أن يكون محفزاً للصراع، بل دافعاً وداعماً للتكامل، وهو ما يجب على أبناء التيار القومي والتيار الإسلامي بما فيه تيار الرشاد السلفي، أن يعملوا عليه منذ الأمس وليس اليوم، وتنظيم وثيقة الحقوق والحريات اليمنية.
هذه المهام في توحيد الصف اليمني، التي تحتاج إلى تواصل فكري في مسقط، مع الجناح المعتدل من الحوثيين، وإسقاط أي عزل بناء على التنصيف المذهبي، الذي لم تعرفه اليمن، وشخصياً سألت الاخوة في عُمان في المؤسسات الثقافية والدينية، ورحبوا بتبني هذا الأمر لصالح اليمن، في حوارات مسقط.
هنا يتحول المشهد إلى موقف قوى التأثير الكبرى، إيران والسعودية، ويجب أن نقف عند أي سعودية نعني؟
هل ستولد سعودية مستقلة عن أبو ظبي، أم أن صفقة إنهاء الحرب ستبقى أبو ظبي مؤثرة فيها، هناك الكثير من الحديث اليوم عن مستقبل هذه العلاقة رغم إعلاناتها الكبرى بقوتها الدائمة، ولا دائم في السياسة، لكن في كلا الأمرين البوصلة هنا سعودياً لوقف الحرب يفترض أن تتجه إلى مسقط وغرفة الكويت، ولا يمكن لغرفة الحوار الكويتي أن تُحقق اختراقاً دون دعم مسقط، القادرة على إقناع إيران.
ومع أن تقارب ولي العهد السعودي مع مسقط مؤخراً، واستقباله للسيد أسعد بن طارق قد يُقرأ أنه كان لتهدئة التوتر بعد تحرشات أبو ظبي بمسقط، وخشية الأخيرة من غضب عُمان، غير أنه سيظل تواصلا سياسيا، لكن لا معنى له إن لم تفهم الرياض الجديدة، أن تصحيحها لأخطائها يقتضي عقل وحكمة، من حرب اليمن إلى حربها على قطر، أو ستستمر في الطريق للهاوية.
بقلم : مهنا الحبيل
نقول إن هذا الممكن هو أن تخرج اليمن من الحرب، مع الاحتفاظ بجسم ورمزية الدولة، مهما اختلفت التقديرات حول وضع الرئيس عبد ربه هادي، وضعفه واختلاط الأوراق من حوله. وبالتالي تخرج اليمن من الحرب، وتأسيس استقرار عسكري، بدمج قوات الشرعية من المؤتمرين العائدين، والمنضمين إليهم، من القوات المسلحة اليمنية التي أممها الحوثي، والمساحة السياسية للحوثي ستبقى بكل تأكيد ولا يمكن سحب كل سلاحه، في ظل إصرار طهران التي استفادت كالعادة من مواسم الغباء العربي،
وها هو ترامب، يهدد الرياض بالعقوبات ويحتشد الكونغرس ضدها، لا ضد طهران.هذا بالطبع، لا يُجزم باستمراره، والوصول إلى ترضية ودفع فواتير مجدداً لترامب، من قبل الرياض وارد جداً، لكن تظل الصورة المضطربة والمبعثرة لأمن المنطقة مؤثر كبير على استقرار اليمن، فيبقى أن البنية التحتية للتسوية، هي وقف الحرب وبقاء الدولة ورمزيتها وسيادتها.ولا يُمكن لوقف أي حرب إلا بالتعامل مع قواعد اللعبة الممكنة، وهنا سؤال مهم ما هي قوة التوازن الأخرى، التي ممكن أن تلعب دوراً في الضغط لصالح إخراج اليمن من الحرب، رغم أن هذه القوى ضمن دوائر الصراع، ولا يُمكن للحوثيين أن يسقطوها، وهذه العناصر، الجيش الشرعي الوطني الذي رغم غدر أبو ظبي، وفوضى السعوديين المستمرة ضده، شكّل قوة ضغط، ولو أُخرجت قوات أبو ظبي وحيدت مخابراتها، لتغير الوضع الميداني، الذي يساهم في إعلان وقف إطلاق النار وبدء التسوية.
الثاني قوة الإصلاح الاجتماعية، والتي فشلت المؤامرة الظبيانية والاسناد السعودي في سحقها، وأنا أتحدث اليوم إنسانيا وعربيا لصالح اليمن، فمهما اختلفنا مع الإصلاح فهو قوة توازن اجتماعية خلّاقة، خاصة في ظل المراجعات الفكرية المهمة، التي تتصاعد وإيمان إسلاميي اليمن بالتخلص من الإرث والأيدلوجية الوهابية، التي ساهمت فيها قيادات إصلاحية تاريخية، مولتها السعودية عبر جامعة الإمام وغيرها.
فهذه القضية اليوم هي المدخل لإعادة إنتاج المشروع الفكري الحضاري لليمن العروبي الإسلامي.
وكون اليمن معقلا تاريخيا للتيارات القومية باختلافها، لا يجب أن يكون محفزاً للصراع، بل دافعاً وداعماً للتكامل، وهو ما يجب على أبناء التيار القومي والتيار الإسلامي بما فيه تيار الرشاد السلفي، أن يعملوا عليه منذ الأمس وليس اليوم، وتنظيم وثيقة الحقوق والحريات اليمنية.
هذه المهام في توحيد الصف اليمني، التي تحتاج إلى تواصل فكري في مسقط، مع الجناح المعتدل من الحوثيين، وإسقاط أي عزل بناء على التنصيف المذهبي، الذي لم تعرفه اليمن، وشخصياً سألت الاخوة في عُمان في المؤسسات الثقافية والدينية، ورحبوا بتبني هذا الأمر لصالح اليمن، في حوارات مسقط.
هنا يتحول المشهد إلى موقف قوى التأثير الكبرى، إيران والسعودية، ويجب أن نقف عند أي سعودية نعني؟
هل ستولد سعودية مستقلة عن أبو ظبي، أم أن صفقة إنهاء الحرب ستبقى أبو ظبي مؤثرة فيها، هناك الكثير من الحديث اليوم عن مستقبل هذه العلاقة رغم إعلاناتها الكبرى بقوتها الدائمة، ولا دائم في السياسة، لكن في كلا الأمرين البوصلة هنا سعودياً لوقف الحرب يفترض أن تتجه إلى مسقط وغرفة الكويت، ولا يمكن لغرفة الحوار الكويتي أن تُحقق اختراقاً دون دعم مسقط، القادرة على إقناع إيران.
ومع أن تقارب ولي العهد السعودي مع مسقط مؤخراً، واستقباله للسيد أسعد بن طارق قد يُقرأ أنه كان لتهدئة التوتر بعد تحرشات أبو ظبي بمسقط، وخشية الأخيرة من غضب عُمان، غير أنه سيظل تواصلا سياسيا، لكن لا معنى له إن لم تفهم الرياض الجديدة، أن تصحيحها لأخطائها يقتضي عقل وحكمة، من حرب اليمن إلى حربها على قطر، أو ستستمر في الطريق للهاوية.
بقلم : مهنا الحبيل