+ A
A -
اليوم الذكرى المائة وواحد لوعد أعلنته الصديقة العظمى الرشيقة، التي عمل والدي وعمي وخالي في سلاح فرسانها ومشاتها وحرس حدودها.. تقديراً لمليكها ومليكتها اللذين أقاما امبراطورية عظمى لا تغيب عنها الشمس.. ولايزال حتى اليوم يؤدي من يريد الحصول على الجنسية الكندية أو الجنسية الأسترالية قسم الوفاء للملكة في لندن.. وكم تمنيت أن يكون وضع فلسطين كما وضع كندا.. لكن الصهيونية العالمية التي كانت تخطط لتدمير العالم الإسلامي وجدت في وضع اليهود في فلسطين حماية لهم من داخلي جديد يعبر البحر وحيداً ويقيم دولة عظمى بحجم أندلس.. ويحقق أهدافهم بألا يقوم للمسلمين قائمة.
بريطانيا العظمى التي اؤتمنت على فلسطين إثر انسحاب الدولة العثمانية.. خانت الأمانة وعملت على ما طالب به حاييم وايزمن بأن تكون فلسطين هي الوطن القومي لليهود وليس أوغندا كما كان هيرتزل يخطط قبل وفاته.. فأصدرت بريطانيا الأمينة بياناً علنياً خلال الحرب العالمية الأولى يدعم تأسيس «وطن قوميّ للشعب اليهوديّ» في فلسطين، التي كانت منطقة عثمانية ذات أقليّة يهوديّة (حوالي 3-5% من إجماليّ السكان).. و نص على ما يلي:
«تنظر حكومة صاحبة الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ للشعب اليهوديّ، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر».
كان ذلك ضمن رسالة مؤرخة 2 نوفمبر عام 1917 مُوَجَّهَةٌ من وزير خارجيّة المملكة المتحدة آرثر بلفور إلى اللورد روتشيلد أحد أبرز أوجه المجتمع اليهودي البريطاني، وذلك لنقلها إلى الاتحاد الصهيوني لبريطانيا العُظمى وإيرلندا.
نُشر نص الوعد في الصحافة في 9 نوفمبر عام 1917.
ذلك اليوم كان بداية نكبتي ومنذ ذلك اليوم عاشت فلسطين مأساتها..
مر وعد بلفور وبصم عليه العرب جميعاً.. والآن صفقة القرن.. وعد ترامب 2018.. هل سيمررها العرب.. أعتقد أن عملية التمرير بدأت من عواصم بعيدة.. وسؤالي دائماً: أين من ناداهم أبوالقاسم الشابي:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
فهل شعوبنا تريد الحياة.. إذن لنوجه رسالة إلى دولة رئيسة وزراء بريطانيا ندعوها أولاً للاعتذار للشعب الفلسطيني وثانياً إيعاز إلى وزير الخارجية لإصدار بيان يعطي الشعب الفلسطيني الحق في وطن قومي في فلسطين.. فهل تفعلها تيريزا ماي؟
كلمة مباحة
قطع الرأس وأرسل للخليفة ليتلذذ ويتأكد أنه هو صاحب الفكر المختلف
فكيف سينام فخامته؟!
بقلم : سمير البرغوثي
بقلم : سمير البرغوثي