دخل علينا شهر الخيرات والدعوات بعبقه الفواح، وأجوائه الإيمانية الروحانية شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، شهر الأعمال الإنسانية والعبادات والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
شهر يجتهد فيه المسلم قدر ما يستطيع في الطاعات لينال أكبر قدر من الأجر والثواب، ليخرج المسلم فائزا بخيراته، فواضبوا على الصلاة وقيام الليل وصلاة التراويح، والليالي العشر المباركة فيها ليلة القدر التي جعل الله فضلها أعظم من ألف شهر، فشهر رمضان هو شهر القرآن ومدرسة لتعليم الصبر والتحمل. شهر مبارك، أنزل فيه القرآن الكريم، وأن في الجنة بابا يسمى «باب الريان» يدخل منه الصائمون، وفي هذا الشهر تكثر الخيرات والصدقات، إنه فرصة عظيمة لتعويد الأبناء على الصلاة في أوقاتها، ومشاركتهم في صلاة التراويح، وتكسبهم مهارات التعامل مع روحانية هذا الشهر االفضيل.
شهر تستجاب فيه الدعوات، فهو شهر الدعاء وطلب الحوائج من الله، فما أجمل أن ندعو في رمضان لإخواننا في فلسطين، وأن يعم الأمن والسلام المنطقة العربية والعالم، وأن ينعم الله على بلادنا بالأمن والازدهار والرخاء الوفير، ولموتانا بالرحمة، ولأبنائنا بالصلاح والنجاح. شهر ننتظره، لنكون إلى الله أقرب، ولإبراز قوة المجتمع في تعاضدهم وتراحمهم وتفانيهم في العمل والعبادات، والإكثار من الصدقات ومساعدة الفقراء والمساكين وابن السبيل، فأفضال الشهر لا تعد ولا تحصى، وعلينا عدم الإسراف والتبذير في هذا الشهر المبارك.
وعلى التجار عدم الجشع ورفع الأسعار، ومخافة الله عز وجل، وعلى حماية المستهلك محاربة كافّة وسائل الجشع والتّخفيف على الأسر، وأصحاب الدخل المحدود، وتشديد الرقابة على المحلات الكبرى والمطاعم وغيرها.
فما أحوجنا اليوم وفي كل يوم للتوبة إلى الله والإنابة إليه، فارفعوا أيديكم بالدعاء، واطلبوا الرحمة من الله عز وجل، فقد وعد عباده بأن يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم إذا دعوه. جعلكم الله مقبولي الطاعة أجمعين فهنيئا لكم برمضان أيها المسلمون في كل مكان.
وابتعدوا عن كل ما يلهيكم من اعمال لا تظهر ولا تكثر إلا في رمضان، والالتزام بقراءة القرآن، وممارسة الرياضة الصحية، والغذاء المتوازن في الفطور والسحور.
إن أجواء رمضانية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يعيشها الجميع كغيرهم من الشعوب الإسلامية بزيارات الأرحام والاصدقاء، والصدقات والتزاور، وعادات إنها ثقافات متجذرة في الأصالة والعراقة وعمق التاريخ.
في هذا الشهر، علينا الإكثار من تناول الخضراوات والفواكة، والأغذية الغنية بالألياف مثل البقوليات والحبوب الكاملة الصحية، والإقلال من تناول الأطعمة أو المشروبات الغازية الغنية بالسكريات وكذلك تقليل الملح وشرب الماء.!
وأخيرا.. تقبل الله صيامكم، وكل عام والأمة العربية من الخليج إلى المحيط والعالم الاسلامي برمته، في خير وأمان.
وندعو الله أن يرحم موتانا وموتى المسلمين ويشفي مرضانا ومرضى المسلمين، ويغمرنا جميعاً بأجواء السلام والأمان في الشهر الفضيل، ويتقبل منا صيامه وقيامه، ويختم علينا وعليكم بالرحمة والغفران في صحة وعافية وأحسن حال، ومبارك عليكم شهر الخير.. والله من وراء القصد.