+ A
A -
وُلِد في القاهرة.. ومات في باريس.. ودفن في رام الله..
لم تكن زهوة القدوة وهي تضع مولودها السادس.. في الرابع والعشرين من أغسطس 1929 تعلم أن هذا المولود لأبيه عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني سيشغل العالم بقضيته.. وسيتهم بأنه يهودي ابن يهودي، وهي التهمة التي كانت تفرد بعض الصحف العربية للأسف.. صفحات لتشويه سمعة الرجل محمد القدوة الذي تخرج مهندسا مدنيا في القاهرة عام 1949.. وشارك في حرب 1948 برتبة رئيس أركان.. وهاجر إلى الكويت ليؤسس هناك مع أبو جهاد وأبو إياد حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، ليبدأ مسيرة من الكفاح من الأغوار الأردنية إلى جنوب لبنان إلى تونس إلى رام الله.
اليوم الذكرى الرابعة عشرة لرحيله.. اليوم يتذكر الشعب الفلسطيني والعربي وأحرار العالم هذا الرجل الذي مات مسموما ولم يحظ بتحقيق كما حظي الحريري ولا الصحفي خاشقجي.. فدفن محمد عبدالرؤوف عرفات القدوة الحسيني، الذي عرفه الناس بـ «أبو عمار» في مقبرة برام الله.. وأمله كان أن يدفن في القدس..
مات عرفات شهيدا.. وبعد وفاته أثار جدلا في أسلوب إدارته للصراع.. وأرى أن تقوم جهة محايدة لدراسة تاريخ الرجل وتقديمه للشعب الفلسطيني وللباحثين عن درب تحرير الأوطان..
فالراحل شغل رئيس السلطة الفلسطينية من 1996إلى 2004 ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية من 1969 حتى وفاته، وهو القائد العام لحركة فتح كبرى الحركات داخل المنظمة التي أسسها مع رفاقه في عام 1959. وهو من عارض منذ البداية الوجود الإسرائيلي ولكنه عاد وقبِل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 في أعقاب هزيمة يونيو 1967، وموافقة منظمة التحرير الفلسطينية على قرار حل الدولتين والدخول في مفاوضات سرية مع الحكومة الإسرائيلية.
رجل كرس معظم حياته لقيادة النضال الوطني الفلسطيني مطالباً بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
عام 1994 مُنحت جائزة نوبل للسلام لياسر عرفات، وإسحاق رابين وشمعون بيريز بسبب مفاوضات أوسلو. وفي تلك الأثناء اهتز موقف السلطات الفلسطينية بسبب طلب نزع سلاح حماس وحركات المقاومة الأخرى وتسليمه لفتح.
في العام 2004، مرض ياسر عرفات بعد سنتين من حصار للجيش الإسرائيلي له داخل مقره في رام الله، ودخل في غيبوبة.. وتوفي ياسر عرفات في 11 نوفمبر 2004 بباريس عن عمر جاوز 75 عاما.
آخر لقاء معه كان في الدوحة.. 1999 في قصر الضيافة.. سألته حينها هل كان من مخططكم أن تعودوا فقط إلى رام الله؟ فقال: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى..
إجابة جعلتني أجلس ولا أطرح السؤال.. هل أوسلو خيانة؟
كلمة مباحة
أتمنى لو أن إسرائيل حلم.. ينتهي مع الفجر..
بقلم : سمير البرغوثي