+ A
A -
1 - شُكراً سيدنا يونس من قصتك تعلمتُ أن لا أركنَ إلى الدنيا، وأن أحذرَ تقلباتها مهما بلغتُ من الإيمان عتياً! فقد ظننتَ أن لن يُضيِّقَ اللهُ عليكَ فانتهى بكَ المطاف من سعة الأرض إلى ضيق بطن الحوت!
2 - شُكراً سيدنا يونس من قصتك تعلمتُ أنَّ قَدَرَ اللهِ نافذٌ لا محالة، مرةً تلو المرة يعيدون القرعة كي يكون المُلقى في البحر غيرك، ويأبى الله إلا أن تكون أنتَ!
3 - شُكراً سيدنا يونس من قصتك تعلمتُ أن لا أيأس من هداية أحد، كنتَ بينهم تدعوهم ليلاً ونهاراً، فما آمنوا، فلما تركتهم وذهبتَ آمنوا! هو درس آخر يا سيدنا يونس: إن الله قادر على أن يهدي دون أنبياء ولكنه سبحانه جعل لكل شيءٍ سبباً وليقيم الحُجة على الناس!
4 - شُكراً سيدنا يونس من قصتك تعلمتُ أن البلاء ينزله الله بأحبابه رفعةً وتطهراً وليس انتقاماً، فسبحان من يبتلي ليرفع ويُطهِّر حتى يلقاه عبده وما عليه من خطيئة!
5 - شُكراً سيدنا يونس من قصتك تعلمتُ أن الإنسان لا يستطيعُ أن يخرجَ من قفص بشريته، رغم نبوتك إلا أنك كنتَ مثلنا جميعاً تحبُّ أن ترى أثر دعوتك، ونتيجة عملك، وقد آلمك أنهم لم يؤمنوا!
6 - شُكراً سيدنا يونس من قصتك تعلمتُ أننا نُسألُ عن الأسباب لا عن النتائج، وعن الطريق لا عن الوصول، وهذا من رحمة الله بنا، سبحانه لن يسألنا لماذا لم يتبعكم الناس بل سيسأل أي دعوة قدمتموها للناس، وأي طريق هذا الذي أمضيتم أعماركم فيه!
7 - شُكراً سيدنا يونس من قصتكَ تعلمتُ أن مؤمن الأرض له في السماء شُهرة، من قبلكَ لمّا أرادوا أن يلقوا إبراهيم عليه السلام في النار ضجتْ ملائكة السماء، وأنتَ لما ناديتَ «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين» قالت الملائكة: يا رب صوت معروف من عبد معروف!
8 - شُكراً سيدنا يونس من قصتكَ تعلمتُ أنه لا يُنجينا من الكروب إلا أن نكون مع الله «فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يُبعثون»!
9 - شُكراً سيدنا يونس من قصتكَ تعلمتُ أن الإقرار بالذنب من شيم الأنبياء والغطرسة والعزة بالإثم من شيم الشياطين، وما أجملك وأنت تردد «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»، ليس على المرء حرج في أن يبكي على خطيئته، إنما الحرجُ أن لا يفعل!
10- شُكراً سيدنا يونس من قصتكَ تعلمتُ أن أهل التسبيح لا يطولُ شقاؤهم، وأهل الذكر لا تستمر كروبهم، فسبحان من إذا ذُكر اسمه العظيم على صعب لان، وعلى عسير تيسَّر، وعلى مستحيل صار ممكناً!
بقلم : أدهم شرقاوي