حين تتمخض التجربة عن حكمة تقف إجلالا لثقافة صاحب التجربة الذي يضيف إلى قاموس الحكمة حكمةً جديدةً..والحكمة التي عنونت بها مقالتي قالها صديق لموظف جاء يزوره بعد 28 سنة..وألهمنى القول لأقول «من عاتبك يريدك للأبد» وهذه الحكاية.
شاب سافر من فلسطين إلى بلد اوروبي شرقي..فأنهى دراسة المرحلة الجامعة الأولى ثم المتوسطة واخيرا الدكتوراه..
لكي يوفر مصروف دراسته التحق مترجما متعاونا مع سفارة دولة قطر..وعلى مدى ثلاث سنوات تخرج بعدها ليعود إلى بلده ويلتحق مساعد مدرس بجامعة بيرزيت إلى ان اصبح بروفيسور..ليتم استقدامه باحثا زائرا في معهد الدوحة للدراسات العليا..
جاءني صوته من اعماق الأصالة الضاربة في جذور عائلتي التي ينتمى اليها وأشاركه فيها العمومة والخؤولة..والتراث والثقافة بكل مستوياتها العلمية والغذائية..طرت اليه حيث يقيم في سكن مدرسي الصرح القطري العملاق..الذي يمنح الماجستير لمنتسبيه..
فوجدته ينتظرني..ليكون طلبه الأول مقابلة السفير إلى عمل مترجما له بعد فراق ثلاثة عقود تقريبا..
اتصلت بالسفير المتقاعد..الذي ضرب لنا موعدا..بالكاد كاد يتذكر مترجمه لكنه قال له هذا وفاء.. لان كل من كانوا تفرقوا..فالصديق يا ولدي هو من تراه امامك ومد يده مصافحا مجددا الدعوة للقاء آخر يقاسمنا فيه الزاد..
فقلت له هذا عتاب حب.. ومن عاتبك يريدك ان تبقى معه للابد.
عادت بي الذاكرة إلى رجل كان وهو في المنصب يلتف حوله الناس وحين غادره..غادر اصدقاؤه مجلسه..لتتجسد الحكمة. «صديقك من يواصل وصلك..ليس على مستوى الناس بل على مستوى الدول» وحتى ان تعاتبت فهي تريدك ان تكون بجوارها..
عدنا إلى وادي البنات..نحمل إرثا ثقافيا من رجل قامة في الصداقة والدبلوماسية..اطال الله في عمره..
كلمة مباحة
فلا مجدَ في الدنيا لمن قلَّ مالُهُ
ولا مالَ في الدنيا لمن قلَّ مجدُهُ
بقلم : سمير البرغوثي
شاب سافر من فلسطين إلى بلد اوروبي شرقي..فأنهى دراسة المرحلة الجامعة الأولى ثم المتوسطة واخيرا الدكتوراه..
لكي يوفر مصروف دراسته التحق مترجما متعاونا مع سفارة دولة قطر..وعلى مدى ثلاث سنوات تخرج بعدها ليعود إلى بلده ويلتحق مساعد مدرس بجامعة بيرزيت إلى ان اصبح بروفيسور..ليتم استقدامه باحثا زائرا في معهد الدوحة للدراسات العليا..
جاءني صوته من اعماق الأصالة الضاربة في جذور عائلتي التي ينتمى اليها وأشاركه فيها العمومة والخؤولة..والتراث والثقافة بكل مستوياتها العلمية والغذائية..طرت اليه حيث يقيم في سكن مدرسي الصرح القطري العملاق..الذي يمنح الماجستير لمنتسبيه..
فوجدته ينتظرني..ليكون طلبه الأول مقابلة السفير إلى عمل مترجما له بعد فراق ثلاثة عقود تقريبا..
اتصلت بالسفير المتقاعد..الذي ضرب لنا موعدا..بالكاد كاد يتذكر مترجمه لكنه قال له هذا وفاء.. لان كل من كانوا تفرقوا..فالصديق يا ولدي هو من تراه امامك ومد يده مصافحا مجددا الدعوة للقاء آخر يقاسمنا فيه الزاد..
فقلت له هذا عتاب حب.. ومن عاتبك يريدك ان تبقى معه للابد.
عادت بي الذاكرة إلى رجل كان وهو في المنصب يلتف حوله الناس وحين غادره..غادر اصدقاؤه مجلسه..لتتجسد الحكمة. «صديقك من يواصل وصلك..ليس على مستوى الناس بل على مستوى الدول» وحتى ان تعاتبت فهي تريدك ان تكون بجوارها..
عدنا إلى وادي البنات..نحمل إرثا ثقافيا من رجل قامة في الصداقة والدبلوماسية..اطال الله في عمره..
كلمة مباحة
فلا مجدَ في الدنيا لمن قلَّ مالُهُ
ولا مالَ في الدنيا لمن قلَّ مجدُهُ
بقلم : سمير البرغوثي