ارسل لي صديق قصة دبلوماسية بطلها عبد المطلب الأمين السفير السوري الذي أضحك جوزيف ستالين حتى انقلب على قفاه، هذا ماحصل عند تقديم أوراق اعتماده كسفير للجمهورية السورية للزعيم السوفياتي ستالين الُمرعب والُمخيف لحدود ارتجاف الركَب.السفير وبينما كان يتلقى النصح وأصول بروتوكولات تقديم أوراق الاعتماد أمام ستالين من قبل مدير مراسم الكرملين أخبره بأنه سيُضحك ستالين. لم يأخذ مدير المراسم الأمر على محّمل الجد.. عند وقوف السفير أمام ستالين توجّه له ممازحًا: إن حكومة بلادي تطمئن حكومة بلادكم بأنها لن تقوم بأي عمل عدواني تجاهها وسترعى وتراعي مصالح بلدكم في أي مكان وزمان.. وكان ستالين خارجًا من الحرب العالمية الثانية متوجًا بالنصر ولم تكن سوريا على خريطة الدول ذات الأهمية.....طلب ستالين من السفير أن يعيد كلامه وعبارته، أعاد السفير كلامه، وبدأ ستالين يضحك وصدى قهقهته تتناقلها قاعات الكرملين، وعلى إيقاع ضحكات ستالين شيد السفير علاقة خاصة مع ستالين انعكست إيجابًا على العلاقات السوفياتية السورية والتي امتدت لحاضرنا. وتمنى الصديق ان يكون لنا مثل هذا الدبلوماسي قائلا «ما أحوجنا هذه الأيام السورية القاتمة المظلمة إلى ديناميكية وحركية دبلوماسية تنقلنا من حالة السكون والخمود الدبلوماسي إلى الدبلوماسية النشطة والفعالة»...وما أعوزنا إلى أمثال السفير عبد المطلب الأمين ببراعته وكوميديته الدبلوماسية وخبرته بفن التواصل أن يُضحك ويشيّد علاقة مع زعماء العالم.. أن يُضحك ترامب وبوتين وتيريزا ماي وميركل وماكرون والمرشد الأعلى وحتى لافروف بوجهه العبوس. أقول للصديق: كم أتمنى ان نكون نحن من يطلب الناس ودهم وان يكون لدينا زعماء يتمنى العالم إضحاكهم وإسعادهم ورضاهم.. ولنا من تاريخنا عبرة من قصص من أقاموا امبراطورية اسلامية بين المحيطين..الأولى: قصة خالد بن الوليد رضي الله عنه حين ارسل رسالةً إلى كسرى، وقال: أسلِمْ تَسلَم، وإلا جئتك برجال يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة.فلما قرأ كسرى الرسالة أرسل إلى ملك الصين، يطلب المدد والنجدة، فرد عليه ملك الصين قائلاً: يا كسرى، لا قوّة لي بقومٍ لو أرادوا خَلْعَ الجبال من أماكنها لَخَلَعُوها. القصة الثانية: من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب، أما بعد: فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ، وأقامت نفسها مقام البيدق، فحملت إليك من أموالها؛ وذلك لضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي هذا فاردد ما حصل قِبَلَكَ، وافتدِ نفسك، وإلا فالسيفُ بيننا، فلما قرأ الرشيد الكتاب اشتد غضبه، وتفرق جلساؤه خوفًا من بادرة تقعُ منه، ثم كتب بيده على ظهر الكتاب: من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه دون ما تسمعه، ثم ركب من يومه، وأسرع حتى نزل على مدينة هرقلة، وأوطأ الروم ذلاًّ وبلاءً، فقتل وسبى، وذل نقفور، وطلب الموادعة على خراج يحملُه، فأجابه، فلما رد الرشيد إلى الرقة نقض نقفور، فلم يجسر أحد أن يبلغ الرشيد، حتى عملت الشعراء أبياتًا يلوحون بذلك، فقال: أَوَقَدْ فعلها؟ فكَرَّ راجعًا في مشقة الشتاء، حتى أناخ بفنائه، ونال منه مراده. نعم هؤلاء أقاموا دولة الاسلام وليس من يتباهى بإقامة الرقص في بلاد حرم الله فيها الفحشاء.بقلم: سمير البرغوثي
كتاب وأراء
نطلب ودهم.. وكانوا...
سمير البرغوثي
Nov 26, 2018
شارك