أشاد العالم بدور تركيا في التوصل إلى اتفاقية شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية، بهدف تخفيف حدة الجوع في العالم، وهو دور يستحق الثناء والتقدير، نظرا للتداعيات الخطيرة الناجمة عن توقف شحن الحبوب، ما أدى إلى معاناة كبيرة للكثير من بلدان العالم، مع وصول «37» مليون شخص إلى مرحلة من «الجوع الشديد» بسبب تبعات الحرب الروسية في أوكرانيا، وقد خلف توقف الصادرات الأوكرانية من الحبوب أزمة كبرى، خاصة في الشرق الأوسط وإفريقيا، وسط تحذيرات من أن استمرار الأمر سيقود إلى أزمة جوع عالمية، كما قد يقود إلى احتجاجات شعبية في دول عدة.يقول المدير العام للصليب الأحمر إن الصفقة التي تسمح للحبوب بمغادرة موانئ البحر الأسود سوف تنقذ حياة الناس في جميع أنحاء العالم الذين يكافحون لإطعام عائلاتهم، مشيرا إلى أنه خلال الأشهر الستة الماضية ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة «187 %» في السودان. و«86 %» في سوريا، و«60 %» في اليمن، وهي في الأساس تحت وطأة أزمات إنسانية واسعة.من هنا، فقد لقي الاتفاق، الذي تم برعاية تركية، إشادة واسعة من العالم بأسره، نظرا للنتائج الخطيرة المترتبة على توقف صادرات الحبوب أو تراجعها، وبطبيعة الحال، فإن الأزمات الناجمة عن هذه الحرب لن تتوقف إلا بتوقفها، ومن المؤسف أنه لا تلوح في الأفق اليوم أي بوادر يمكن البناء عليها، لكن ذلك يجب ألا يكون مدعاة لليأس بحال من الأحوال، خاصة أن توقف هذه الحرب يعني الجميع، دون استثناء، خاصة الدول الأشد فقرا، دون أن يعني ذلك أن الدول المتقدمة في منأى عن تداعياتها، على اعتبار أن استمرارها يمكن أن يقود إلى توسعها، مع ما يعنيه ذلك من مخاطر سوف تفوق ما شهده العالم خلال حربيه العالميتين المدمرتين.