+ A
A -
تلقى المواطن سامر عبدالله رسالة من أحد البنوك، وما أن فتحها وقبل أن يقرأها توجه إلى البنك الذي أرسل له الرسالة وألقى بالرسالة في وجه مدير البنك صارخا بأعلى صوته «أنا مش عميل، ولا متعاون، استحوا على حالكم، اعرفوا مين العميل، ومين المتعاون»، فتح المدير الرسالة، ليجدها معنونة كالآتي:
السيد العميل سامر عبد الله، «يسرنا صرف جائزة لكم تقديرا لكونكم عميلا مميزا ومتعاونا جيدا على مدى عشرين عاما».
ضحك المدير ملء شدقيه، وأراد تهدئة المواطن فنادى عليه وهو يهم بمغادرة البنك «يا عميل سامر» فما كان من العميل إلا أن عاد ولكم المدير، وهو يقول له أنت العميل!
وخرجت مظاهرة تطالب بإلغاء كلمة عميل أو متعاون أو زبون للبنك، وعقدت اجتماعات وتوصلوا إلى اقتراح بتسمية جديدة بدل العميل وإطلاق اسم متعاقد مع البنك على من يتعامل معه.
«عميل» كلمة عادية في كل دول العالم، لكن في فلسطين كلمة «عميل» صفة لمن يتعامل ويتعاون مع العدو الصهيوني، ولقد كان الجرح الكبير الذي سببه العملاء على مستوى الوطن كله سببا في رفض هذه الكلمة، فالعملاء الذين تعاونوا مع بريطانيا من جميع الدول العربية ساهموا في ضياع دولة الإسلام وضياع فلسطين، العملاء هم الذين وشوا بالمجاهدين الثوار فأعدم الثلاثة؛ محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي في الثلاثاء الحمراء، والعملاء هم الذين جمعوا سلاح الثوار عام 1948 لتسقط فلسطين، والعملاء هم الذين سهلوا اغتيال كمال ناصر وكمال عدوان ويوسف النجار في بيروت عام 1973، وهم من سهلوا اغتيال علي ياسين في الكويت واغتيال غسان كنفاني وأبو على حسن سلامة في بيروت، وأبو جهاد وأبو إياد في تونس، وأبو عمار في رام الله وهم من قدموا مروان البرغوثي للسجن المؤبد.
العملاء هم من يضغطون لتمرير صفقة القرن، وهم من يمارس الرقص على جماجم الشرفاء..
خيرا فعلت بنوك السلطة بإلغاء صفة العميل عن المتعاملين معها، ولكنها لا تسقطها عن من عرف أنه عميل، فالعميل مميز بثرائه، ووجود من يحميه وهو في سرير حليلته ويا ليت تكون هناك جهة تتولى إعلان أسماء العملاء العرب الذين باعوا أنفسهم للشيطان.
كلمة مباحة
قالت: أحبك، فرد عليها وكم رقمي بين أحبتك سيدتي، أقفلت الهاتف لترفعه إلى رجل آخر لم تكن تعلم أنه يجلس بجواري، وقالت له أحبك، فأغمي عليه.. !!بقلم: سمير البرغوثي