كلام مباح قرأ الإمام في صلاة الفجر «يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا» ولا أخفي أنني خرجت من صلاتي وشت ذهني وسالت دمعتي.. فقد كنت أتصور حين أقرأ أو أسمع هذه الآية أفواج الناس الخارجين من القبور من كل مقبرة فوج.. فأرى أمي وأبي وعمي وخالي وعائلتي تفزع وتخرج من مقبرة قريتي سراعا للقاء يوم الحساب.. وإن كل فوج يخرج من مقبرة فريجه.. أو بلدته أو مدينته...وتساءلت وماذا عن الأجسام التي ألقيت في البحار.. والصحاري أو التي أذيبت بالأحماض..هل ستنهض من الأجداث من مقابرها؟!.. وهل سيعيد الله أوصال جمال ليقف أمام من أمر بقتله ومن قتله ومن قطعه ومن أذابه ومن حمل رأسه..
قال لي المفتي إن الله الذي خلق جمال من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ثم أقره في رحم أمه وهو يعلم مولده ووفاته قادر أن يعيد تركيب أوصاله ليخرج مع الصحابة الأبرار..
نعم جسده سينهض من الرماد
دمه سيورق حرية
كلماته ستنبت عدالة على جدران السجون صورته ستعلق على صدور العذارى
نظارته قلمه دفتر مذكراته... جهاز الحاسوب جمال خاشقجي شغل مقتله العالم للبشاعة التي تم بها.. وسيشغل الملائكة يوم البعث.. وهم يجمعون من شاركوا في الجريمة ومن تاجر بها.. وهل للموت تجار؟
نعم للموت تجار، كما للسياسة تجار، هذه حقيقة، منهم من أثروا وصاروا أصحاب مليارات ومنهم من باتوا تحت الثرى في عملية اغتيال، وكما للسياسة تجار أيضا هناك تجار في الموت، والهدف في النهاية الحصول على الجاه والجاه يمد جسرا للثراء وبالعكس يكون الثراء جسرا للسياسة وكلا الأمرين فن، ولا يجيد هذا الفن إلا من كان لديه القدرة على التلون مع ألوان الطيف وغاص في أعماقه وعرف كيف يسوق سياسته كما عرف كيف يسوق تجارته. ويقولون السياسة فن الممكن، والتجارة فن الشطارة، وإذا التقى الممكن مع الشطارة يكون لدينا السياسي التاجر الماهر ويكون لدينا التاجر السياسي الباهر.
رجال سياسة دخلوا عالم المال وباتوا أثرياء وثروة لا تحصى بعد أن داسوا وسحقوا أمام شغفهم ورغبتهم ونرجسيتهم وساديتهم الكثير من بني جلدتهم ممن حاولوا الوقوف في وجه طمعهم.
لقد كان الرئيس رفيق الحريري تاجرا أو رجل أعمال ثريا قاده الثراء إلى السياسة ليتبوأ أعلى سلطة في بلده ولكن فقد الممكن بعدم تعامله مع ملفات بلده بحرفية السياسي فقتل بأسلوب مزق جسده إلى أشلاء ولم يعثر على صندوقه الأسود لمعرفة كيف للتاجر يصبح سياسيا ولم يعثر على صندوق بن لادن لمعرفة لماذا تحول التاجر إلى سياسي مقاتل.
في العالم الغربي السياسة تجارة أولا ولذلك نجحوا في السيطرة على الآخر وبات سياسيو الغرب اثرياء بصمت ونجحوا وقد يسأل سائل: أيهما أكثر ثراء السياسي التاجر، أم التاجر القاتل؟ كلاهما من معدن واحد همه أن يحقق الثراء ولو داس على ملايين الجثث
اكتب مقالتي وأنا استعرض تجارا تاجروا بضمائرهم ولا يهمهم أن يدوسوا على مصائر شعوبهم.
كلمة مباحة:
سبق وإصرار وترصد.. والنتيجة شهيد.. قطعت أوصاله وتسابقت أيها يدخل الجنة..بقلم: سمير البرغوثي
كتاب وأراء
أوصاله ستأتي جسداً واحداً
سمير البرغوثي
Dec 08, 2018
شارك