الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدنيين أبرياء في قاعة للحفلات الموسيقية في العاصمة الروسية موسكو، مدان ومستهجن ومرفوض، أيا كانت ذرائع المهاجمين، فاستهداف المدنيين أمرٌ لا يمكن قبوله، بل يجب إدانته بقوة وحزم، وما حدث في قاعة الحفلات الروسية هجوم إرهابي مروع أدانه العالم بأسره بسبب فظاعته وعنفه، ما يؤكد على الحاجة الماسة لتضافر الجهود الدولية في مواجهة الإرهاب، ومن ذلك إرهاب الدولة الذي تمارسه القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط أكثر من «32» ألف شهيد بالإضافة إلى حوالي «74» ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وهي أرقام صادمة ومروعة وخطيرة تؤكد على حجم الجريمة الفظيعة التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة.
إن اقتحام قاعة الحفلات الروسية وفتح النار على المدنيين الأبرياء، ثم التعمد بإحراق المكان، كلها مؤشرات على عمل إرهابي خطير يجب أن يُدان بأشد العبارات، شأنه شأن جريمة اقتحام مستشفيات غزة وقتل المرضى العُزل، وآخر هذه الجرائم ما يتعرض له مستشفى الشفاء، حيث ترتكب قوات الاحتلال جريمة مروعة أخرى بحق المدنيين، بكل وحشية وانتقام، وهو أمر يتحمل مسؤولية استمراره المجتمع الدولي بأسره، عبر تخاذله وصمته، الأمر الذي أعطى الاحتلال إشارة في غاية الخطورة مفادها أنه في مقدوره مواصلة جرائمه دون حساب.
لقد لقي العديد من المرضى الفلسطينيين حتفهم، فيما أحرقت قوات الاحتلال عشرات المنازل في المناطق المحيطة بالمستشفى، في هجوم ينذر بالمزيد ما لم يتحرك العالم لوقفه، والضغط باتجاه وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة.