في العام 1922م كان آلبرت آينشتاين في جولة في اليابان، وفي أثناء جلوسه في غرفته جاءه عامل الفندق برسالة، لم يجد آينشتاين في جيبه مالاً ليعطيه للعامل بقشيشاً، فكتب له نصيحة على ورقة قائلاً: خذها ربما تساوي قيمتها يوماً ما أكثر من قيمة المال! غادر العامل وهو يحمل نظرية من أهم نظريات آينشتاين، وهي نظرية آينشتاين للسعادة:حياة هادئة ومتواضعة خير من نجاح مقرون بالقلق! كانت هذه نصيحة آلبرت لعامل الفندق! في العام 2017م صدقت نبوءة آينشتاين، لقد بيعت تلك الورقة في مزاد علني بمبلغ مليون ونصف دولار! بعيداً عن نظرية السعادة الآينشتاينية، فإن آلبرت مثلنا جميعاً لا يعلم الغيب! صحيح أن الرجل كان داهية، وقد أُمرنا أن نعدل حين نحكم على الناس، «ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألَّا تعدلوا»! ولكنه على دهائه يبقى تنبؤه قراءة بشرية للمستقبل، قد تصيب وقد تخيب، ومن تنبؤاته الخائبة مثلاً، أنه عندما عُرض عليه رئاسة دولة الكيان الصهيوني، رفض قائلاً: لا أقبل أن أكون رئيساً لدولة لن تعيش أكثر من خمسين سنة! ومن أقواله التنبؤية التي لم يتضح صوابها من خطئها قوله: لا أعرف أية سلاح ستستخدم البشرية في الحرب العالمية الثالثة، ولكن الحرب العالمية الرابعة ستكون بالعصي والحجارة! وبالعودة إلى نظرية السعادة الآينشتانية فإنها نظرية اجتماعية حياتية لا تقل أهمية عن نظرية النسبية العلمية، ولا عن نظرية النسيج الكوني التي تحدث عنها آلبرت! حياة الإنسان هي بمقدار ما يستمتع بها، وبمقدار الأشياء التي يملكها لا بمقدار الأشياء التي تملكه! صدقوني إن البيوت أسرار، والناس صناديق مغلقة، والكثير من الوظائف المرموقة التي تشاهدونها ليست إلا رقا في ثياب أنيقة، وعبودية في زي من بدلة وربطة عنق! إنه ليس هناك أصعب من حياة مسكونة بالقلق، أشفق عليهم هؤلاء الذين يهرولون كالقطط الأليفة بين أقدام المدراء والمسؤولين، لا يعرف أحدهم متى يتم ركله وتنتهي وظيفته الأليفة! أشفق عليهم أصحاب البورصات الذين يأكلهم القلق على مدار اليوم، ويبلعون حبوب الضغط كما يبلع طفل كيس حلوى كأنه على سباق مع الوقت يريد أن ينجز مهمته قبل أن تضبطه أمه! منذ خمسين سنة كان الموت بالسكتة القلبية نادراً كالجِمال في القطب الشمالي وكالفقمات في الربع الخالي، اليوم لا يمر يوم إلا ويسقط رجل كالجبل بسكتة قلبية، إن حياتنا متسارعة، يقضمها القلق كفأر جشع لا عمل له إلا الخراب! هنيئاً لمن ملكَ حياته ولم تملكه، ولمن عاش حياة بسيطة بعيداً عن الأضواء، ما ضره أن يجهله الناس ما دام أن الله يعرفه!بقلم: أدهم شرقاوي
كتاب وأراء
نسبية من نوع آخر !
أدهم شرقاوي
Dec 09, 2018
شارك