لم تستبعد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أن تكون هناك عواقب أميركية على إسرائيل في حال مضت في غزو مدينة رفح، وتقول: «كنا واضحين في محادثات متعددة مع إسرائيل، وبكل الطرق، أن أي عملية عسكرية كبيرة في رفح ستكون خطأً فادحًا»، وتضيف: «لقد درست الخرائط.. لا يوجد مكان يذهب إليه النازحون في رفح».
تصريحات هاريس جاءت عشية اعتماد مجلس الأمن الدولي، أمس، قرارا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف، بما يؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار، لم تستخدم الولايات المتحدة الفيتو لإجهاضه، وللوهلة الأولى يبدو الموقف الأميركي متقدما، سواء لجهة تحذيرات هاريس، أم لجهة تمرير القرار في مجلس الأمن، لكن ما يحدث في قطاع غزة ككل لا يترك مجالا للقول إن الولايات المتحدة بصدد وقف هذه الحرب المجنونة، باستثناء إطلاق بعض التحذيرات، التي لم تقدم ولم تؤخر في واقع الأمر.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يسعى إلى تدمير قطاع غزة، وإفراغه من السكان، ولا يفكر بأية مبادرة سياسية، وهو يقوم بكل ما من شأنه تحقيق هذا الهدف، عبر استهداف المدنيين وإزهاق المزيد من الأرواح، الأمر الذي يكشف مجددا عن نواياه الخبيثة، وبعد صدور قرار مجلس الأمن تبدو مصداقية المجتمع الدولي على المحك، من أجل لجم نتانياهو ومنعه من ارتكاب المزيد من المجازر الجماعية، فهو سيمضي في طريقه طالما لم يجد ما يمكن أن يوقفه، أي طالما بقي المجتمع الدولي على عجزه، إن لم نقل تواطئه.