يقول إدواردو غاليانو: في العام 1714م، ماتَ بمدينة بادوا، الطبيب «بيرناردينو رامازيني»… كان طبيباً غريب الأطوار، يبدأ مريضه بالسؤال: أين تعمل؟! لم يكن يخطر لأحد أنه يمكن أن تكون لهذا الأمر أي أهمية! ولكن «رامازيني» كان قد كتب أول بحث في طب العمل أسماه «مرض اسمه العمل» خلص فيه أن العمال الذين يعملون تحت الضغط بلا راحة وفي ورش مغلقة نادراً ما يتم شفاؤهم إذا مرضوا ! في الحقيقة لقد قرأتُ هذا الكلام لإدواردو غاليانو منذ سنة تقريباً، ولعلَّ سائلاً يسأل: ما الذي ذكرك به الآن؟ وهذا سؤال وجيه بالمناسبة، الجواب عليه: ذكرني به ما قرأته صبيحة اليوم! يقول بروفيسور المخ والأعصاب «فينسن والش»:النوم خلال الدوام من عشرين إلى ثلاثين دقيقة، يقلل من الإصابة بالجلطات ويزيد إنتاجية الموظفين! بادئ الأمر أعجبتني الفكرة، وقلتُ إنها لدراسة جيدة، لا أجمل من قيلولة أثناء الدوام كي تزيد إنتاجيتي خدمة للأمة! ولكني عدتُ وقلتُ في نفسي لعل هذه الدراسة غير صحيحة، أو لعل هذا الشخص ليس له وجود أساساً كحال الكثير من الدراسات التي نسمع عنها، والعلماء الذين يقومون بها وليس لهم وجود على ظهر هذا الكوكب! ثم إني دفعاً للشك، قلتُ في نفسي: ما ليَ ولجهينة، نحن في القرن الواحد والعشرين وعند غوغل الخبر اليقين! وبعد سياحة غوغلية تبين أن هذا الشخص موجود بالفعل وهو طبيب مخ وأعصاب! بل وأزيدكم من الشعر بيتاً، أن مبدأ القيلولة أثناء العمل وعلاقتها بزيادة الإنتاجية لم تعد خبراً عادياً، أو دراسة حبر على ورق بل إن كبريات الشركات العالمية بدأت بتنفيذها، فشركات عملاقة مثل «غوغل ونايكي» توفر غرف قيلولة لموظفيها لتزيد إنتاجيتهم، فقد تبين لهم أن أخذ الموظفين القيلولة ساهم في كسب ثمانية عشرة مليار دولار لكل شركة! وعليه فإني باسمي واسم كل العمال والموظفين البؤساء المحرومين من القيلولة، والممنوعين من زيادة إنتاجيتهم أطالب بتوفير غرف قيلولة في العمل لما فيه صلاح العباد والبلاد، وأتمنى التعامل مع الحقائق التي أوردتُها بموضوعية وعدم اعتبارها كلام كفار!بقلم: أدهم شرقاوي
كتاب وأراء
قيلوا عباد الله !
أدهم شرقاوي
Dec 16, 2018
شارك