+ A
A -
يمثل توصيف «الإسلام السياسي» مصطلحاً دارجاً في الأدبيات السياسية والإعلامية اليوم بل يكاد المصطلح يطغى على كل توصيف للحراك السياسي والاجتماعي الذي تعرفه المنطقة منذ ما يقارب عقداً من الزمان خاصة إثر ثورات الربيع العربي الأخيرة. لكن رغم شيوع المصطلح وانتشاره إلا أن دلالته تكاد تختزل في مكون واحد وهو حركة الإخوان المسلمين وبشكل حصري. ليس مدار الحديث هنا عن تاريخ الحركات الإسلامية السياسي والاجتماعي بشكل عام لكنه يبحث عن السبب أو الأسباب التي تغاضت عن كل الطيف السياسي الإسلامي وركزّت بشكل متعمد على مكون جزئي واحد دون غيره من المكونات.
الطيف الإسلامي السياسي متنوع متعدد مختلف ومتباين شديد التباين. فهو ينقسم أولاً إلى الإسلامي السني والإسلامي الشيعي باعتبارهما كبرى المدارس أو المذاهب التي تعتمد الإسلام مرجعية فكرية وعقائدية وسياسية. ففي القسم الأول نجد مدارس مختلفة ونحلاً شتى من الصوفية إلى الوهابية إلى السلفية بتفرعاتها مروراً بالحركة طالبان الأفغانية وصولاً إلى الإخوان المسلمين أو حزب التحرير مثلاً أو كذلك المدارس التركية وغيرها في منطقة آسيا. أما في القسم الثاني فنجد مدارس ومجاميع مختلفة من حزب الله اللبناني إلى الحوثيين مروراً بنظام الولي الفقيه وصولاً إلى مختلف المدارس الشيعية الأخرى.
كل هذه التيارات والمذاهب والمدارس على اختلاف أنواعها ومشاربها وأهدافها ومناهجها تعلن وتصرح بأنها تنتمي إلى الإسلام السياسي بما هو رؤية فكرية لا تفصل ببن الدين والدولة وترى في المنهج الإسلامي إطاراً قادراً على الفعل السياسي والاقتصادي والقانوني والاجتماعي. الإسلام كما يرى أغلب منتسبي هذه المدارس دين ودولة معاً.
السؤال الذي يطرح إذن هو لماذا لا يرى الخطاب الإعلامي والسياسي اليوم كل هذا الطيف المتنوع ويكاد يحصر المصطلح في مجموعة بعينها؟ أليس نظام الولي الفقيه في إيران نظاما مؤسسا على الإسلام السياسي كما يدعي أهله؟ أليس النظام القائم في السعودية أيضا مؤسسا على الدعوة الوهابية في الممارسة السياسية؟ أليس حزب الله اللبناني بكل أذرعه العسكرية والأمنية الوجه الأبرز للإسلام السياسي المقاتل في المنطقة العربية؟ إذا كان مصطلح الإسلام السياسي نفسه مصطلحا غير بريء فإن الطرف المستهدف به دون غيره ليس بريئا أيضا بل إنه الطرف المستهدف بتهمة الإرهاب حتى ولو كان حركة مقاومة للاحتلال كما هو حال الحركة الإسلامية «حماس» في فلسطين.بقلم: محمد هنيد
الطيف الإسلامي السياسي متنوع متعدد مختلف ومتباين شديد التباين. فهو ينقسم أولاً إلى الإسلامي السني والإسلامي الشيعي باعتبارهما كبرى المدارس أو المذاهب التي تعتمد الإسلام مرجعية فكرية وعقائدية وسياسية. ففي القسم الأول نجد مدارس مختلفة ونحلاً شتى من الصوفية إلى الوهابية إلى السلفية بتفرعاتها مروراً بالحركة طالبان الأفغانية وصولاً إلى الإخوان المسلمين أو حزب التحرير مثلاً أو كذلك المدارس التركية وغيرها في منطقة آسيا. أما في القسم الثاني فنجد مدارس ومجاميع مختلفة من حزب الله اللبناني إلى الحوثيين مروراً بنظام الولي الفقيه وصولاً إلى مختلف المدارس الشيعية الأخرى.
كل هذه التيارات والمذاهب والمدارس على اختلاف أنواعها ومشاربها وأهدافها ومناهجها تعلن وتصرح بأنها تنتمي إلى الإسلام السياسي بما هو رؤية فكرية لا تفصل ببن الدين والدولة وترى في المنهج الإسلامي إطاراً قادراً على الفعل السياسي والاقتصادي والقانوني والاجتماعي. الإسلام كما يرى أغلب منتسبي هذه المدارس دين ودولة معاً.
السؤال الذي يطرح إذن هو لماذا لا يرى الخطاب الإعلامي والسياسي اليوم كل هذا الطيف المتنوع ويكاد يحصر المصطلح في مجموعة بعينها؟ أليس نظام الولي الفقيه في إيران نظاما مؤسسا على الإسلام السياسي كما يدعي أهله؟ أليس النظام القائم في السعودية أيضا مؤسسا على الدعوة الوهابية في الممارسة السياسية؟ أليس حزب الله اللبناني بكل أذرعه العسكرية والأمنية الوجه الأبرز للإسلام السياسي المقاتل في المنطقة العربية؟ إذا كان مصطلح الإسلام السياسي نفسه مصطلحا غير بريء فإن الطرف المستهدف به دون غيره ليس بريئا أيضا بل إنه الطرف المستهدف بتهمة الإرهاب حتى ولو كان حركة مقاومة للاحتلال كما هو حال الحركة الإسلامية «حماس» في فلسطين.بقلم: محمد هنيد