في أسوأ الأيام التي عاشتها الأمة العربية بعد رحيل الخلافة العثمانية عام 1924، وخضوع العالم العربي لاستعمار بريطاني فرنسي، كانت أميركا غير مصابة بداء الاستعمار، في تلك الأيام انطلقت الثورات العربية ضد المستعمر، خاصة في العراق وفلسطين وسوريا ولبنان ومصر وتونس والجزائر والمغرب.
وباسم القومية العربية التي أحياها الراحل جمال عبد الناصر وأعلن الثورة في اليمن.. رحل الإنجليز تباعا من العراق والأردن ورحل الفرنسيون من سوريا ولبنان لكن بريطانيا تركت جسما غريبا مسموما في جسد الأمة مدعوما بدولة كبرى جعلت من هذا الجسد بعبعا لكل من يحاول أن يصحو مطالبا بوحدة أو حرية.. بحجة حماية مصالح الدولة الأعظم.. لهذا جاءت القوات الأميركية لبناء ميناء في بحر غزة، ظاهره تقديم مساعدات لشمال غزة وباطنه فيه العذاب.. فهذا الميناء هدفه الاستراتيجي السيطرة على منابع الغاز قبالة سواحل غزة وفتح الطريق للهجرة الطوعية لأهل غزة عبر البحر بعد أن دمروا بيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم ودمروا البنية التحتية وجعلوها منطقة لا تصلح للحياة.. وإلغاء المعابر البرية لغزة حتى لا يعود فيها أي أمل بعودة المقاومة.. فلا أمل بعودة من أطلق الرصاصة الأولى عام 1965 ولا أمل بعودة عرب يدعمون الثوار في الأغوار أو في الجنوب في الجولان.. ولا أمل في أمة إسلامية ولا أمل في قومية عربية، كنا نستظل بمظلة إسلامية في مقاومة المستعمر فجاء عز الدين القسام من الفرات وفرحان السعدي من الشام، كنا أمة الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، بعد النكسة غنت فيروز أجراس العودة فلتقرع وغنت أم كلثوم أصبح عندي الآن بندقية خذوني معكم وغنى عبد الحليم حافظ فدائي أموت أعيش ما يهمنيش.. طاردوا الثورة من الأغوار إلى لبنان إلى تونس والمنافي فعادت على سجادة حمراء ليس بالمقاومة وإنما باتفاقية الذل أوسلو.. التي قادت الوضع إلى هذا الذل.
ويقينا.. إن لدى الفلسطينيين قوة وقدرة على إحباط أي سيناريوهات تسرق أراضيهم من جديد وتمنع هذا التغول الصهيوني والتخاذل العربي الإسلامي..
فهل تعيد المقاومة نشيد أمجاد يا عرب؟!..