+ A
A -
ميزنا الله بملكة العقل ولكن البعض منا غيبه لينهش في هذا ويعض هذا ويقرص هذا ويتجه بسلوكياته وتصرفاته نحو الحضيض بغباء وربما بجهل وربما بوحشية، إذا فقد الإنسان ضميره وإنسانيته تحول إلى مستخف بالقوانين ومستخف بكل شيء! عادة القوانين تحدد سلوك الناس والسنع والأصول يحددان الذوق العام، فمثلاً لا يستطيع قائد المركبة أن يتجاوز الإشارة الحمراء حتى لا تسلخه المخالفة، ويخفف عند الرادار حتى لا تلهبه الغرامة، ولا يستطيع الموظف أن يتأخر عن وقت الدوام الرسمي حتى لا يفضحه جهاز البصمة أو تصيده عيون المسؤول أو أعوانه من العاملين والعاملات والفراشين والفراشات! إن بعض المسؤولين اعتادوا على مثل هذه الطرق البوليسية البعيدة عن كل القيم الخيرة لأنهم مسيطر عليهم شعور عدم الثقة مما يهدد العلاقات ويمزقها! وكذلك أيضاً لا يستطيع الموظف أن يأتي للدوام لمقر عمله بالبيجاما أو ملابس البيت لأن هذا سيكون مخالفاً للأصول والذوق العام! إن القوانين يجب أن تسود وتعم الجميع وتطبق على الجميع ولا تحابي مسؤولا أو مشهورا! والقوانين يجب أن تشمل كل شيء، كاتب هذه السطور يعتقد أنه ليس هناك قانون صريح جاد مفعل يحاسب الموظف المتفلت المقصر المتسيب! المسألة متروكة للأهواء والمزاج والمقاييس الشخصية والمعايير غير الموضوعية! وليس هناك قانون يعاقب شخصاً يقود سيارته المزعجة للآخرين في الطريق ـ ويا كثر هذه النوعية في شوارع اللؤلؤة ـ أو يرفع الموسيقى والأغاني في سيارته بشكل صاخب وهو يلف ـ رايح راد ـ ولسان حاله يقول يا أرض انهدي ما عليك قدي لا يفر ولا يستقر! ضارباً بعرض الحائط مشاعر الناس والمجموعات التي جاءت لتنبسط وتتنزه مع عيالها الذين ينتظرون بفارق الصبر أن يذلف ويخلصهم الله من أذيته وإزعاج صوت سيارته أو دراجته النارية المزعجة!
نرجو من الشباب وبعض المسؤولين مراعاة الأصول في التعامل في إدارتهم وقيادتهم من أجل راحة الجميع، خلونا نعيش أجواء رمضان المبارك ونفحات هذا الشهر الفضيل بالحب والمحبة والمودة والتعاون وحسن الخلق والصدق والعدل والمساواة والحلم والرفق والأناة والتواضع والشكر وحفظ اللسان والرقابة الذاتية، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل يوم ونحن إلى الله أقرب.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
10/06/2016
866