هنا يبدو التنوع الوطني والشراكة الاقتصادية، التي تلعب دوراً لصالح نهضة ماليزيا، بما فيها العقل الاقتصادي للماليزيين الصينيين، أيقونة مهمة لشراكة اقتصادية مهمة بين الخليج العربي ممثلاً بقطر، وبين ماليزيا الشرق الآسيوي، المنفتح على القوميات الهندية والصينية، ضمن نسيجه القومي وعقده الدستوري.
وقطر اليوم تواصل صناعة مشروعها الاستراتيجي، المستقل عن دائرة الحصار المتواصل، من طرفي الأزمة في أبوظبي والرياض، ووصول الشيخ صباح لحل، رغم عودة السحب السوداء، لا يلغي تقدم الدوحة وتواصلها، نحو الشبكة الاقتصادية الجديدة، في ظل الغموض الذي يكتنف مصير موقف السعودية وأطراف الأزمة.
المسار الثاني: هو تحويل هذا التعاون إلى ميدان التعليم والتكنولوجيا، وأفق العلوم ومعاهد التخصص، في صورة بناء مدن جامعية في ماليزيا، ربحية وتخصصية، لكنها تراعي مسألة الزحف المبعثر لشباب الوطن العربي والعالم الإسلامي، الذين ينتظرون في قوائم طويلة، لتكفل لهم رسالة تعليمية أكاديمية متخصصة، ينجزونها في سنوات التعليم الأكاديمية، وهم يعيشون في أجواء مريحة، بعيدة عن مناطق الحدود الملتهبة، وكرامة فردية تؤمنها ماليزيا اليوم.
غير أن هذه المدينة الجامعية، ولو أننا افترضنا أن اسمها مدينة قطر التعليمية في كوالالمبور، أو اختيرت إحدى جزر الأرخبيل المتعددة لمقرها، ستحتاج إلى تقديم مادة فكرية ثقافية نهضوية، تعيد تشكيل عقل المسلم المعاصر، لصالح الفكر الإيجابي لنهضة الشرق والشراكة الإنسانية الجامعة، التي تفترق عن الابتزاز الغربي الإمبريالي، وعن خطاب التشدد أو القصور المعرفي الذي ضرب العالم الإسلامي.
وبناء على ذلك فإن مخرجات التعليم في هذه الجامعة، سوف يمثل أيقونة دفع لدول عديدة في آسيا وفي إفريقيا، ويشجع لشراكة قومية بين المسلمين، وكل مواطني الشرق من الديانات الشريكة في أرضهم، لخلق صناعة ثقافية ناهضة للشرق واستقلاله وتقدمه العلمي، والذي سيعتني بتخصصات نوعية تحتاجها الدول من علوم الطب إلى علوم الفضاء، وتُنشأ معاهد تحيي صناعة الفكر الأخلاقي الرشيد لكل العالم.
فالأخلاق كانت رسالة الشرق، من سلوك الفرد إلى شؤون الأسرة، كقيم حُيدت عن الفكر العالمي، وساهم الاستبداد والجهل والتخلف الذي ساهم فيه المستعمر، في تغييبه وحصول فراغ كبير، يُعبأ اليوم بمسار منحرف في السلوك، يعتمد الفردانية ضد تكافل المجتمع والشذوذ المطلق، في الحواضن الاجتماعية، ويهدد مستقبل الأسرة وسلامة الطفولة في البشرية كلها.
أما المسار الثالث، فهو الدفع إلى تخفيف بأس الحروب، والنزاعات الأهلية، التي تضرب الشرق، عبر تكوين قاعدة تفكير استراتيجي لإنشاء مركز عالمي لفض النزاعات، يُنسق مع الأمم المتحدة، والدول المهتمة بمثل هذا الطرح، ويقدم تصورات حل عملية لقضايا الهجرة واللجوء.
لتكون شراكة الشرق في رسالة الإنقاذ الإنساني، التي تُعاني منها شعوبه، كأكثر بلدان العالم نكبة، تحوّلٌ نوعي في التعاون العالمي، في ظل فشل غربي، لاحتواء نزاعات تسببت بها بعض دوله، كحروب الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، أو تدخل قواعدهما الممتدة في بلدان الشرق، وهذا لا يمنع من شراكة غربية وبالطبع سقف دولي، يُعزز مشاريع الحل المقترحة، وتتعاون مع تجارب قائمة كالنموذج السويسري في منظمة قرطبة.
لكن الشراكة القطرية الماليزية هنا، ببعدها العربي والإسلامي، تملك خلق فرص للتسويات الإنسانية لقضايا النزاع، إضافة إلى برنامج تأهيلي تقدمه مدينة قطر التعليمية المقترحة في ماليزيا، للكوادر البشرية، التي ستُكلف بإدارة مناطق النزاع بعد الحل، هذا الطرح يعيد شراكة الشرق في معالجة أزماته، لكن بروح عصرية تقدمية لمصلحة شعوبه لا بازاراً للمصالح الغربية.بقلم: مهنا الحبيل
وقطر اليوم تواصل صناعة مشروعها الاستراتيجي، المستقل عن دائرة الحصار المتواصل، من طرفي الأزمة في أبوظبي والرياض، ووصول الشيخ صباح لحل، رغم عودة السحب السوداء، لا يلغي تقدم الدوحة وتواصلها، نحو الشبكة الاقتصادية الجديدة، في ظل الغموض الذي يكتنف مصير موقف السعودية وأطراف الأزمة.
المسار الثاني: هو تحويل هذا التعاون إلى ميدان التعليم والتكنولوجيا، وأفق العلوم ومعاهد التخصص، في صورة بناء مدن جامعية في ماليزيا، ربحية وتخصصية، لكنها تراعي مسألة الزحف المبعثر لشباب الوطن العربي والعالم الإسلامي، الذين ينتظرون في قوائم طويلة، لتكفل لهم رسالة تعليمية أكاديمية متخصصة، ينجزونها في سنوات التعليم الأكاديمية، وهم يعيشون في أجواء مريحة، بعيدة عن مناطق الحدود الملتهبة، وكرامة فردية تؤمنها ماليزيا اليوم.
غير أن هذه المدينة الجامعية، ولو أننا افترضنا أن اسمها مدينة قطر التعليمية في كوالالمبور، أو اختيرت إحدى جزر الأرخبيل المتعددة لمقرها، ستحتاج إلى تقديم مادة فكرية ثقافية نهضوية، تعيد تشكيل عقل المسلم المعاصر، لصالح الفكر الإيجابي لنهضة الشرق والشراكة الإنسانية الجامعة، التي تفترق عن الابتزاز الغربي الإمبريالي، وعن خطاب التشدد أو القصور المعرفي الذي ضرب العالم الإسلامي.
وبناء على ذلك فإن مخرجات التعليم في هذه الجامعة، سوف يمثل أيقونة دفع لدول عديدة في آسيا وفي إفريقيا، ويشجع لشراكة قومية بين المسلمين، وكل مواطني الشرق من الديانات الشريكة في أرضهم، لخلق صناعة ثقافية ناهضة للشرق واستقلاله وتقدمه العلمي، والذي سيعتني بتخصصات نوعية تحتاجها الدول من علوم الطب إلى علوم الفضاء، وتُنشأ معاهد تحيي صناعة الفكر الأخلاقي الرشيد لكل العالم.
فالأخلاق كانت رسالة الشرق، من سلوك الفرد إلى شؤون الأسرة، كقيم حُيدت عن الفكر العالمي، وساهم الاستبداد والجهل والتخلف الذي ساهم فيه المستعمر، في تغييبه وحصول فراغ كبير، يُعبأ اليوم بمسار منحرف في السلوك، يعتمد الفردانية ضد تكافل المجتمع والشذوذ المطلق، في الحواضن الاجتماعية، ويهدد مستقبل الأسرة وسلامة الطفولة في البشرية كلها.
أما المسار الثالث، فهو الدفع إلى تخفيف بأس الحروب، والنزاعات الأهلية، التي تضرب الشرق، عبر تكوين قاعدة تفكير استراتيجي لإنشاء مركز عالمي لفض النزاعات، يُنسق مع الأمم المتحدة، والدول المهتمة بمثل هذا الطرح، ويقدم تصورات حل عملية لقضايا الهجرة واللجوء.
لتكون شراكة الشرق في رسالة الإنقاذ الإنساني، التي تُعاني منها شعوبه، كأكثر بلدان العالم نكبة، تحوّلٌ نوعي في التعاون العالمي، في ظل فشل غربي، لاحتواء نزاعات تسببت بها بعض دوله، كحروب الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، أو تدخل قواعدهما الممتدة في بلدان الشرق، وهذا لا يمنع من شراكة غربية وبالطبع سقف دولي، يُعزز مشاريع الحل المقترحة، وتتعاون مع تجارب قائمة كالنموذج السويسري في منظمة قرطبة.
لكن الشراكة القطرية الماليزية هنا، ببعدها العربي والإسلامي، تملك خلق فرص للتسويات الإنسانية لقضايا النزاع، إضافة إلى برنامج تأهيلي تقدمه مدينة قطر التعليمية المقترحة في ماليزيا، للكوادر البشرية، التي ستُكلف بإدارة مناطق النزاع بعد الحل، هذا الطرح يعيد شراكة الشرق في معالجة أزماته، لكن بروح عصرية تقدمية لمصلحة شعوبه لا بازاراً للمصالح الغربية.بقلم: مهنا الحبيل