+ A
A -
حوار أكرم الفرجابي

لم يعد مركز حفظ النعمة، الذي أصبح مركزاً اجتماعياً مستقلاً، يساهم في تحقيق التكافل الاجتماعي بين مختلف أفراد المجتمع، يعتمد على جمع فائض طعام الولائم والمناسبات وتوزيعه على قوائم الفقراء والمحتاجين فحسب، وإنما يستقبل طعاماً يصنعه أهل الخير في قطر للعمالة الوافدة والفقراء، إلى جانب الدور الذي يلعبه المركز في توعية المجتمع بخطورة الإسراف، والتغلب على مظاهر البذخ ورمي الفائض من الطعام، وإعادة توزيعه على الفقراء والمحتاجين، فضلاً عن توزيع الأثاث والملابس وغيرها من المستلزمات، فمنذ إنشائه في 2008 ساهم هذا المشروع، في تخفيف معاناة العديد من الأسر المحتاجة والأيتام والعمال، كما زاد من الوعي العام بأهمية التعاطف مع معاناة الفئات المحرومة في المجتمع القطري.

وتستعرض الوطن في حوار خاص مع السيد علي عايض القحطاني، المدير التنفيذي لمركز حفظ النعمة، جهود المركز في شهر رمضان المبارك، موضحا أنهم يقومون بتوزيع ما يقارب «3500» وجبة يومياً لإفطار الصائمين، كما تم تنفيذ «213» مشوارا لبنك الطعام و«105» للمستودع الخيري خلال النصف الأول من شهر رمضان، ومن المنتظر أن يتضاعف هذا الرقم في الأيام المتبقية من الشهر الفضيل، بالإضافة إلى توصيل المواد الغذائية لمستحقيها من الأسر المتعففة، والتي كانت هذا العام عبارة عن «2000» كوبون مواد غذائية، ضمن مبادرة سلة العطاء و«5170» سلة غذائية ضمن مبادرة سلة الخير، وغيرها من التفاصيل والتساؤلات التي سنطالع الإجابة عنها في سياق الحوار التالي:

{ بدايةً، حدثنا عن جهود حفظ النعمة في شهر رمضان...؟

في شهر رمضان، يبذل مركز حفظ النعمة جهودا أكبر لمكافحة الهدر وتقديم المساعدة للمحتاجين. حيث يقوم المركز بتنظيم عدة أنشطة وبرامج لتوزيع الطعام على العمال والأسر المحتاجة والمتعففة، يشمل ذلك توزيع سلال رمضانية التي تحتوي على مواد غذائية أساسية للصائمين، بالإضافة إلى تنظيم مشروع توزيع وجبات إفطار للصائمين في عدد من النقاط في الدوحة والصناعية والشحانية، كما يقوم المركز بجمع الفائض من الطعام من الولائم والمطاعم وتوزيعه على الأسر والعمال في أوقات ما بعد صلاة التراويح، وتعتبر هذه الجهود جزءًا من الجهود الواسعة التي يبذلها المركز للمساهمة في تحقيق التكافل الاجتماعي والمساعدة في توفير الطعام لأولئك الذين في حاجة إليه في هذا الشهر الفضيل.

جولات يومية

{ هل تقوم سيارات حفظ النعمة بجولات يومية على البيوت في هذا الشهر...؟

يستقبل مركز حفظ النعمة الاتصالات يوميا لاستلام فائض الطعام من الولائم وغيرها، وذلك بمعدل 15 اتصالا يوميا وتقوم السيارات بتنفيذ الطلب وتجهيز الوجبات الناتجة عن الفائض وتوزيعها على العمال والأسر خلال ساعتين كحد أقصى من الاستلام.

{ ما خطة العمل المتبعة في مركز حفظ النعمة خلال الشهر الفضيل...؟

كادر مركز حفظ النعمة مكون من 56 موظفا منهم في بنك الطعام 25 شخصا يستخدمون 12 باصا وعدد 2 سيارة تبريد وتجميد، و27 في المستودع الخيري يستخدمون تسع سيارات. والمركز يعمل يوميا بنظام المناوبات ويبدأ العمل من الساعة 8 صباحا وحتى 2 صباحا بشكلٍ متواصل، لأن العمل في رمضان يكون أكثر كثافة.

مشاريع خيرية

{ ماذا بخصوص المشاريع الخيرية والإنسانية التي يشارك فيها حفظ النعمة مع جهات أخرى...؟

مبادرة سلة العطاء وهي للعام الخامس على التوالي، وهي من المبادرات الرائدة، التي أطلقتها الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية منذ بداية جائحة كورونا، وبالتعاون مع مركز حفظ النعمة، وتهدف لتوصيل السلال الغذائية، إلى الأسر المتعففة دعما من المصرف الوقفي للبر والتقوى، وكذلك سلة الخير التي تم توفيرها للأسر المسجلة في المركز بدعم من إدارة صندوق الزكاة، كما يعرب المركز عن شكره لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية متمثلة في الإدارة العامة للأوقاف وإدارة شؤون الزكاة على تبنيهم مشاريع دعم الأسر والتعاون مع المركز، لتوصيل المواد الغذائية لمستحقيها من الأسر المتعففة. والتي كانت هذا العام عبارة عن 2000 كوبون مواد غذائية ضمن مبادرة سلة العطاء، و5170 سلة غذائية ضمن مبادرة سلة الخير.

{ ما الآلية التي بناءً عليها يتم توزيع الوجبات على الصائمين في رمضان...؟

بخصوص إفطار الصائم يتم توزيع ما يقارب 3500 وجبة يوميا على مختلف الأماكن داخل قطر مثل الصناعية، الشيحانية، المرة، معيذر، وهي نقاط سكن للعمال، وبالنسبة للأسر والأفراد فيتم الاستلام من مقر مؤسسة الشيخ عيد الخيرية في مدينة خليفة الشمالية من الساعة 3.30 وحتى 5.30 يوميا، ويعتمد المركز للعالم الثالث على التوالي نظام الكوبون وذلك من خلال تسجيل المستفيد بياناته لدى المركز من رقم شخصي ورقم جوال وتوقيع ثم يتم تسليمه دفتر كوبونات مكون من 30 كوبونا يحصل على وجبة واحدة مقابل كل كوبون وذلك لضمان وصول الوجبات للمستحقين وعدم أخذ الشخص أكثر من وجبة يومياً، وجاءت الوجبات بدعم من مؤسسة عيد الخيرية بعدد 1700 وجبة يوميا أما باقي الكمية فهي عبارة عن تبرعات تأتي عن طريق المطاعم حيث تم عقد العديد من الاتفاقيات بيننا وبين المطاعم المختلفة لتسليم الوجبات التي تأتي لهم كتبرع لمشروع إفطار الصائم لنوزعها على المستحقين ويتم تحري الدقة في توزيع وجبات إفطار الصائم من خلال تسجيل المستفيدين قبل رمضان وحصولهم على كوبونات لوجبات طوال الشهر وذلك من خلال نموذج وضعه المركز خصيصا لتقنين العمل وضبطه.

عدد المستفيدين

{ حدثنا عن عدد الأسر والأفراد المستفيدين من خدمات حفظ النعمة خلال رمضان...؟

خلال شهر رمضان المبارك يستفيد يوميا 3500 صائم من وجبات الإفطار، كما استفادت 7170 أسرة بشكل تراكمي من السلال الغذائية وكوبونات الشراء.

{ كم يبلغ عدد الجولات التي من المنتظر أن تنفذها سيارات حفظ النعمة خلال الشهر الفضيل...؟

خلال النصف الأول من شهر رمضان المبارك تم تنفيذ 213 مشوارا لبنك الطعام و105 للمستودع الخيري ومن المنتظر أن يتضاعف هذا الرقم خلال الأيام المتبقية من الشهر الفضيل.

{ ما النصائح التي تود إرسالها إلى المستهلكين خلال الشهر الكريم...؟

إن شهر رمضان المبارك يتميز بأنَّه شهر الاجتماع والخير، ويسعى الجميع فيها التَّعامل بكرم مع ضيوفهم، وكذلك التَّعامل بجود وكرم وسخاء مع الفقراء والمساكين، لكنَّ هذا الكرم قد يتحوَّل في أحيان كثيرة وفي معظم البيوت إلى حالة من الإسراف والتبذير غير المبرر، لنخرج بذلك من دائرة الجود والكرم المحمود التي أوصى بها الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- إلى حالة الإسراف المذموم التي حذَّر منها القرآن الكريم. فالحكمة من الصيام هي شعور المسلمين بحاجة الضعفاء والمساكين، وليس المزيد من الإسراف والتبذير فيما لا فائدة منه.

مشاريع جديدة

{ ما هي المشاريع الجديدة المتوقع تنفيذها خلال الفترة القادمة...؟

من أهم المشاريع التي يركز عليها المركز خلال هذه الفترة هي تجهيز المقر الجديد للمركز وهو عبارة عن مبنى كبير على مساحة 3000 م2 في منطقة الثميد مجهز بكل الإمكانيات الضرورية لتطوير العمل بالمركز ونقله لمرحلة جديدة من التطوير وتحسين جودة العمل.

{ ما هي أبرز التحديات أو المعوقات التي تقف في طريق مشروع حفظ النعمة...؟

إن التحديات تتمثل في كثرة الطلب على المركز، حيث يقصده كثير من الذين يرغبون في التبرع بفائض الطعام وفائض متعلقاتهم الشخصية، وإن هذا حتّم على المركز وضع أولويات في الاستقبال، حيث إن سيارات حفظ النعمة عددها محدود ولا يمكنها تلبية كل الطلبات، كما يتمثل التحدي أيضا في سرعة توزيع الطعام المطبوخ حتى يصل إلى المحتاجين وهو في حالة جيدة، ولمواجهة هذا الحجم الكبير من الطلبات يحتاج المركز إلى مساندة ودعم القطاع المدني والخاص لمساعدته على توفير كل الإمكانيات لزيادة قدرته على تلبية معظم الطلبات.

copy short url   نسخ
01/04/2024
0