أكد سعادة السيد عمرو الشربيني سفير جمهورية مصر العربية لدى دولة قطر أن أجواء شهر رمضان في قطر مميزة للغاية وبها الكثير من الروحانيات، مشيرا إلى أنه يلمس الكثير من العادات الطيبة لدى المجتمع القطري في الشهر الفضيل وأبرزها صلة الأرحام والترابط بين العائلات ومبادرات أعمال الخير.

وقال السفير المصري خلال حواره مع «الوطن الرمضاني» أن المجتمعين المصري والقطري يتشابهان في كثير من العادات المرتبطة بشهر رمضان الكريم، وأولاها التجمعات العائلية على موائد الإفطار والزيارات المتبادلة، فضلاً عن العادات الخاصة بالصلاة والعبادات في الشهر الكريم وكذلك الأعمال الخيرية، مؤكدا على أن التراحم هو سمة مشتركة بين المجتمعين المصري والقطري.

وأشار السفير عمرو الشربيني إلى أنه يسعد بزيارة بعض الأماكن في قطر خلال رمضان ومنها مؤسسة الحي الثقافي كتارا وسوق واقف، حيث يعجبه كثيرًا الأجواء في الأماكن الثقافية والتاريخية، وخاصة في ليالي شهر رمضان المميزة، مضيفا أنه حريص على مشاركة عائلته في مائدة الإفطار رغم ارتباطاته الكثيرة لكونه دبلوماسي.

وعرج السفير المصري على أجواء شهر رمضان المميزة في مدن مصر المختلفة إضافة إلى الكثير من العادات الاجتماعية التاريخية المميزة والتي جعلت للشهر الكريم في مصر مظاهر مختلفة تمامًا عن باقي دول العالم.

وتحدث السفير عمرو الشربيني عن العلاقات القوية التي تربط بين مصر وقطر والتنسيق عالي المستوى بين البلدين وباقي الوسطاء من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة.. مزيد من التفاصيل في حوار السفير المصري مع «الوطن الرمضاني»..

{ حدّثنا عن المستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين مصر وقطر في الوقت الحالي؟ والتنسيق بين البلدين فيما يتعلق بمساعي وقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات للأشقاء في القطاع؟

العلاقات المصرية القطرية قديمة وتاريخية، وهي قائمة على تعاون مشترك واحترام متبادل، وتشهد حاليًا نموًا متزايدًا. وقد شهدت العلاقات الثنائية مؤخرًا خطوات إيجابية وسجلت عددًا من الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات، كما أن النتائج الإيجابية لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة ستعطي دفعة قوية لعلاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين ويُعزز العمل العربي المشترك لتحقيق أمن واستقرار المنطقة.

وعلى مستوى التعاون الاقتصادي هناك فرص كثيرة للتعاون البنَّاء بين البلدين خلال الفترة المقبلة في مختلف المجالات، إلى جانب السعي لتعزيز ودعم التبادل التجاري بين البلدين من خلال تشجيع تبادل زيارات الوفود التجارية وتفعيل الاتفاقيات والمشاركة في الفعاليات الاقتصادية والمعارض التجارية سواء بمصر أو قطر.

وفيما يخص أزمة قطاع غزة، هناك تنسيق مستمر بين البلدين وجهود كبيرة تبذل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة.

{ كيف وجدتَ أجواء شهر رمضان في قطر؟ وماذا يعجبك فيها؟

أجواء شهر رمضان في قطر مميزة للغاية وبها الكثير من الروحانيات، ويعجبني كثيرًا حرص العديد من الجهات في الدولة على التفاعل خلال أيام الشهر الفضيل بإقامة فعاليات وأنشطة رمضانية يستفيد منها المواطنون والمقيمون، وعلى سبيل المثال مؤسسة الحي الثقافي «كتارا» تقيم فعاليات رمضانية مميزة خلال ليالي شهر رمضان وتجد إقبالاً كبيرًا، وكذلك منطقة سوق واقف وغيرها من المناطق الثقافية والتراثية المميزة.

{ ما هي عاداتك اليومية في شهر رمضان خلال تواجدك في الدوحة؟

غالبًا يبدأ يومي في رمضان كما هو معتاد بالعمل نهارًا بحسب جدول العمل اليومي، كما أحرص على مشاركة عائلتي الإفطار لأنها عادة ما تكون أوقاتا مميزة لكل عائلة تلتف معًا على مائدة الإفطار في رمضان، وعلى الرغم من أن حياة الدبلوماسيين في بعض الأحيان قد لا تساعد على هذا، ولكن نحرص على التجمع معًا ونحاول دائمًا الحفاظ على تلك العادات في شهر رمضان.

{ ما هي الأماكن التي تفضل زيارتها مع العائلة في ليالي رمضان بالدوحة؟ وماذا يعجبك من الأكلات القطرية؟

هناك العديد من الأماكن التي أسعد بزيارتها خلال شهر رمضان ومن بينها زيارة مؤسسة الحي الثقافي كتارا وسوق واقف، حيث إنني تعجبني كثيرًا الأجواء في الأماكن الثقافية والتاريخية، وخاصة خلال ليالي شهر رمضان المميزة، كما أن أجواء هذه الأماكن في شهر رمضان تجذب الكثير من الزوار ومحبي الأماكن الثقافية والتراثية.

وفيما يخص المطبخ القطري فهو مميز بالكثير من الأكلات ويعجبني منها المكبوس والهريس والمضروبة.

{ هل تقيم السفارة فعاليات رمضانية؟ وهل تشارك فيها الجالية المصرية؟

تُقيم السفارة في رمضان من كل عام مأدبة إفطار لأعضاء السفارة، كما تدعو عددًا من أفراد الجالية المصرية المقيمة بالدوحة، وذلك حرصًا على تعزيز أواصر المودة خارج إطار الأجواء الروتينية للعمل.

{ كيف تنظر إلى عادات وتقاليد المجتمع القطري في شهر رمضان؟

المجتمع القطري مميز بالكثير من العادات التي نلمسها في شهر رمضان الكريم وأهمها صلة الأرحام والترابط بين العائلات مما ينعكس إيجابًا على تماسك المجتمع ككل، إضافة إلى المبادرات التي تحض على أعمال الخير بشكل أكبر خلال هذا الشهر، ممثلةً في التبرعات التي تقوم المؤسسات الخيرية بجمعها خلال الشهر الفضيل، مما يعكس أوجه التراحم والتكافل في صيغهما المختلفة، بالإضافة إلى تبادل الزيارات واللقاءات الاجتماعية التي تشكل فرصة هامة للتواصل والتقارب بين أفراد المجتمع.

{ ما وجه الشبه بين العادات القطرية والمصرية خلال الشهر الكريم من وجهة نظرك؟

المجتمعان المصري والقطري يتشابهان في العادات المرتبطة بشهر رمضان الكريم، وأولاها التجمعات العائلية على موائد الإفطار والزيارات المتبادلة، فضلاً عن العادات الخاصة بالصلاة والعبادات في الشهر الكريم وكذلك الأعمال الخيرية، حيث إن التراحم هو سمة مشتركة بين المجتمع المصري والقطري والذي نلمسه بشكل كبير في الشهر الفضيل، ولذلك نجد الكل يتسابق لفعل الخير وتقديم يد العون والمساعدة وهذا بدوره ينمي قيم التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع.

{ هل تُلبي دعوات إفطار أو غبقات تصلك في رمضان؟

لا شك أن حضور حفلات الإفطار أو الغبقات تكون فرصة لتوطيد العلاقات مع الأشقاء القطريين، وكذلك مع كل من يشاركنا هذه المناسبات، كما أنها عادة ما تكون فرصة لتبادل الثقافات والحديث حول العادات المشتركة بمعنى أنها تشبه الملتقيات الثقافية.

{ المجالس القطرية تنشط في رمضان.. هل سبق وزرت مجالس قطرية؟

نعم سبق وزرت عددًا من المجالس القطرية وكانت فرصة للتعرف على العادات القطرية المميزة خلال شهر رمضان الكريم.

{ رمضان في مصر له طابع خاص بين كافة الدول الإسلامية؟ ما أهم ما يميز أجواء رمضان في المدن المصرية؟

أجواء شهر رمضان الكريم في مصر هي الأكثر تميزًا، حيث تعم مصر أجواء الاحتفال والبهجة بالشهر الفضيل من خلال عادات وطقوس عامرة بنفحات الخير والجود، والتي تحمل في جوهرها جانبًا مهمًا من تاريخ مصر وتطورها الحضاري.

وهذه الأجواء المميزة يتشارك فيها الشعب المصري ويزيدها جمالاً بعاداته الثابتة والمتوارثة والتي يلمسها الجميع في كل بيت وشارع في مصر، حيث نجد الشوارع المصرية وقد تجملت بالزينة والفوانيس وخيام موائد الرحمن والتي تعد من أهم مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في مصر، وهي موائد طعام تُنْصب في الشوارع لإطعام الصائمين. ويتسابق المصريون في هذا الشهر الكريم إلى إطعام الصائمين، فمنهم من يقوم بتجهيز وجبات أُعدت في المنزل أو تجهيز المشروبات والتمر ويوزعها وقت آذان المغرب على الناس في الشوارع والطرقات. إضافة إلى الكثير من العادات الاجتماعية التاريخية المميزة والتي جعلت للشهر الكريم في مصر مظاهر مختلفة تمامًا عن باقي دول العالم، وتزداد هذه الأجواء بهجةً وجمالاً في المناطق التاريخية القديمة في أحياء مصر العتيقة، تحديدًا أحياء الحسين والسيدة زينب ومناطق مصر القديمة.

{ كثير من السياح يحرصون على زيارة مصر خلال شهر رمضان؟ تعتقد لماذا؟

قضاء رمضان أو حتى أيام من رمضان في مصر أمر حقاً يستحق التجربة، وذلك لأن أجواء الشهر الكريم في مصر لا مثيل لها وبالتالي تكون فرصة للكثير من الزائرين العرب والمسلمين الراغبين في تجربة مختلفة، وقد أطلقت وزارة السياحة والآثار ممثلةً في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي ولمدة خمسة أسابيع حملة للترويج للمقصد السياحي المصري بعنوان «رمضان في مصر غِير» وذلك بعدد من الأسواق العربية. ويأتي إطلاق هذه الحملة تزامنًا مع شهر رمضان وقرب عيد الفطر المبارك لجذب المزيد من السائحين العرب لزيارة المقصد السياحي المصري والاستمتاع بالأجواء الرمضانية وعيد الفطر به، وتهدف هذه الحملة إلى استثمار شهر رمضان المبارك للترويج للمنتجات السياحية التي تتمتع مصر بميزة تنافسية بها، بالسوق العربي باعتباره أحد الأسواق السياحية المستهدفة. وتم خلال هذه الحملة الترويجية استثمار الأجواء الإيجابية المبهجة والمميزة لشهر رمضان المبارك في مصر لإنتاج وإعداد محتوى ترويجي عن عادات وتقاليد المصريين لاستقبال هذا الشهر الكريم وقضاء أيامه ولياليه حيث تعكس مزيجًا من التراث الحضاري والثقافي الشعبي المميزين.