بالأمس القريب كان الإعلام المصري يتربع على عرش البذاءة والإسفاف خاصة بعد الانقلاب الدامي على ثورة يناير حيث عمدت المنابر الإعلامية المصرية إلى شيطنة الثورة وشيطنة كل الأطراف المحسوبة على الثورة. ولم يكتف الإعلام المصري بعد الانقلاب العسكري بشيطنة الإخوان المسلمين والمعارضين للانقلاب بل توجه بمدفعيته الثقيلة إلى الدول التي رفضت الاعتراف بالرئيس الانقلابي.
هنا تربعت دولة قطر من المنطقة العربية ودولة تركيا من خارج المنطقة العربية على رأس القائمة التي استهدفت بالقصف الإعلامي المصري. لم يكن للإعلام المصري حدود في القذف والشتم والنيل من الأعراض بطريقة كانت تستهدف رأسا العوام من المصريين وهم الذين استثمر فيهم نظام العسكر منذ انقلاب 1952 تجهيلا وتفقيرا.
وكان أغلب المراقبين في الساحة العربية يعتقدون أن الإعلام المصري الذي كان يدار بعقلية أمنية وبتوجيه عسكري مباشر قد بلغ القاع وأنه لا يمكن للإعلام العربي أن يبلغ ما بلغه نظيره المصري. لكن أزمة حصار قطر كذبت كل المراقبين فقد خرج علينا الإعلام الخليجي بوصلات من الردح ومن السفاهة التي لم يكن يتوقعها أحد ولعل آخرها الفيلم الكرتوني القصير الذي كان يستهدف الأطفال من أجل شيطنة قطر في مخيال صبية صغار لا ناقة لهم ولا جمل في الصراع الدائر. بل إن الأشهر الأولى لحصار قطر قد أخرجت للعلن حقيقة الإعلام المحلي الذي لا يزال مرتهنا للصراعات البينية وأنه لا يتردد في استعمال أقذر الوسائل والآليات لشيطنة الخصوم. فرغم ما تحلت به قطر من سياسة ضبط النفس بقرارات عليا حثت القطريين من إعلاميين ومغردين على عدم الردّ على سقطات إعلام الحصار إلا أن ذلك لم يثن الإعلام الخليجي وخاصة منه السعودي والإماراتي عن استعمال أرذل الوسائل في الهجوم على قطر سيادة وشعبا ورموزا.
إن الانهيار الكبير الذي عرفه الإعلام العربي خلال السنوات القليلة الماضية يكشف بجلاء أن المرفق الإعلامي لم يكن يوما في خدمة الأمة ولا في خدمة الأوطان ولا في خدمة قضاياه الأساسية بل كان أساسا لخدمة الحاكم أولا وأخيرا ولخدمة المشاريع الانقلابية التي أدمت خاصرة الأمة. لكننا اليوم نقف على أبواب مرحلة جديدة تحولت فيها المنابر الإعلامية إلى ساحات لتصفية الحسابات وإلى ضرب القيم وتدمير النسيج الاجتماعي الذي يربط الجماعات والأفراد. هذا الانزلاق الخطير يوجب اليوم الوقوف على موطن الخلل لإيقاف النزيف الذي تعاني منه الأمة والذي لن يستثني أحدا بل سيكون أولا وقبل كل شيء لصالح أعداء الأمة المتربصين.بقلم: محمد هنيد
هنا تربعت دولة قطر من المنطقة العربية ودولة تركيا من خارج المنطقة العربية على رأس القائمة التي استهدفت بالقصف الإعلامي المصري. لم يكن للإعلام المصري حدود في القذف والشتم والنيل من الأعراض بطريقة كانت تستهدف رأسا العوام من المصريين وهم الذين استثمر فيهم نظام العسكر منذ انقلاب 1952 تجهيلا وتفقيرا.
وكان أغلب المراقبين في الساحة العربية يعتقدون أن الإعلام المصري الذي كان يدار بعقلية أمنية وبتوجيه عسكري مباشر قد بلغ القاع وأنه لا يمكن للإعلام العربي أن يبلغ ما بلغه نظيره المصري. لكن أزمة حصار قطر كذبت كل المراقبين فقد خرج علينا الإعلام الخليجي بوصلات من الردح ومن السفاهة التي لم يكن يتوقعها أحد ولعل آخرها الفيلم الكرتوني القصير الذي كان يستهدف الأطفال من أجل شيطنة قطر في مخيال صبية صغار لا ناقة لهم ولا جمل في الصراع الدائر. بل إن الأشهر الأولى لحصار قطر قد أخرجت للعلن حقيقة الإعلام المحلي الذي لا يزال مرتهنا للصراعات البينية وأنه لا يتردد في استعمال أقذر الوسائل والآليات لشيطنة الخصوم. فرغم ما تحلت به قطر من سياسة ضبط النفس بقرارات عليا حثت القطريين من إعلاميين ومغردين على عدم الردّ على سقطات إعلام الحصار إلا أن ذلك لم يثن الإعلام الخليجي وخاصة منه السعودي والإماراتي عن استعمال أرذل الوسائل في الهجوم على قطر سيادة وشعبا ورموزا.
إن الانهيار الكبير الذي عرفه الإعلام العربي خلال السنوات القليلة الماضية يكشف بجلاء أن المرفق الإعلامي لم يكن يوما في خدمة الأمة ولا في خدمة الأوطان ولا في خدمة قضاياه الأساسية بل كان أساسا لخدمة الحاكم أولا وأخيرا ولخدمة المشاريع الانقلابية التي أدمت خاصرة الأمة. لكننا اليوم نقف على أبواب مرحلة جديدة تحولت فيها المنابر الإعلامية إلى ساحات لتصفية الحسابات وإلى ضرب القيم وتدمير النسيج الاجتماعي الذي يربط الجماعات والأفراد. هذا الانزلاق الخطير يوجب اليوم الوقوف على موطن الخلل لإيقاف النزيف الذي تعاني منه الأمة والذي لن يستثني أحدا بل سيكون أولا وقبل كل شيء لصالح أعداء الأمة المتربصين.بقلم: محمد هنيد