تأتي الحملة المسعورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضد قناة الجزيرة، ضمن سلسلة من التعديات الإسرائيلية الممنهجة لإسكاتها، بما في ذلك اغتيال مراسلتها شيرين أبو عاقلة، وقتل صحفييها سامر أبو دقة وحمزة الدحدوح، وقصف مكتبها في غزة، والاستهداف المتعمد لعدد من صحفيي القناة وأفراد أسرهم واعتقال وترهيب مراسليها في الميدان.
ما قاله نتانياهو بالأمس لا يمكن فهمه إلا في سياق الاعتداءات المتعمدة على مراسلي الجزيرة، وكل وسيلة إعلامية تحاول نقل مجريات الحرب على غزة بمسؤولية وموضوعية وأمانة، وتمرير الكنيست لقرار حظر الجزيرة، وتأكيد نتانياهو عزمه التحرّك لإغلاق القناة، بعد تغطيتها المهنية لحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، يكشف الوجه الحقيقي لهذا الاحتلال الفاشي، الذي يسعى يائساً إلى طمس حقيقة جرائمه البشعة، ومواصلة اعتداءاته الوحشية تحت جنح الظلام، ظنا منه أن هذه الأعمال الوحشية ضد الإعلام يمكن أن تثني الجزيرة وغيرها عن مواصلة عملها بمهنية وموضوعية.
إن ما ساقه نتانياهو من أكاذيب جديدة وافتراءات تحريضية بحق هذه القناة وحق العاملين فيها، لا يمكن أن يمر على أحد، لكنه، في الوقت ذاته، بحاجة لوقفة عالمية من أجل لجمه ومنعه من مواصلة الجرائم الكثيرة والكبيرة التي ارتكبها بحق الإعلام والصحافة الحرة، وتحركه هذا لإغلاق القناة، بعد تغطيتها المهنية لحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، يستدعي من المجتمع الدولي العمل الجدي لإرغام الاحتلال الصهيوني على وقف جرائمه واستهدافه المتعمّد للصحفيين، ووقف الانتهاك الصارخ للقانون الدولي بحقهم، فما يفعله خطير بكل المقاييس والأعراف الدولية.