راقبت نملة وجدت زميلتها مدهوسة على قارعة الطريق.. حامت حولها مرتين.. وتفحصت الجثة مرتين وحين تأكدت أنها ميتة.. ذهبت يساراً ويميناً، شمالاً وجنوباً، ثم عادت وحملت زميلتها واتجهت بها إلى مسار غير المسار الذي جاءت هي منه.. تابعتها.. فالتقت بعدة نملات دار بينهن حديث واستلمن الجثة وعادت هي طريقها، فيما يبدو أن النملة تتبع مملكة أخرى.
وسارت المجموعة.. واتجهت إلى ثقب في الأرض وأدخلت زميلتهن الميتة في الثقب.. وطن النملة الذي تعتز به.
هذه النملة تعتز بثقب الأرض وتدفن موتاها في وطنها.. حالة لو تمعن بها من ارتكب جريمة قتل الصحفي السعودي المشهور.. جمال خاشقجي لما أقدم على قتله.. ولما أقدم على تقطيعه وإذابته.. وإسالته في البئر.. ولعمل بما أقره الشرع والأعراف والأصول والعادات والتقاليد وما ورثناه عن الأجداد.. وهو إكرام الميت بسرعة دفنه وعدم التمثيل بجثته.. لقد أذهلنا الفعل.. وأذهلتنا ردة الفعل من كل المستويات الرسمية وغير الرسمية.. ليكون هذا التردد في الاتهام لمن ارتكب الجريمة.
لقد قدر الله لي لقاء جمال في الدوحة.. وكم كان منفتحاً على الآخر، يفتح أذنه وقلبه ليستمع ويتحدث بحب عن وطنه.. وكان يستحق التكريم.. ومن المؤلم أن يعفى الجناة الحقيقيون من الحساب حتى ترتاح روحه التي صعدت بعد خنقه وشاهدت ما جرى للجسد الذي بثت فيه في الشهر الرابع من الحمل.
لقد قتلوا الرجل الذي كان يستشرف المستقبل، ولم يمنحوه حق التكريم الذي يستحق.. فاستحق أن نبني له تمثالاً في قلوبنا وعقولنا ولمتخذ فكره منهاج عمل في حياتنا.. ولن نخشى المنشار.. ولا المزمار.. ونأمل أن تتحقق العدالة.. لترتاح روحه التي توزعت بين أجزاء جسده.. المدفون في بئر أو قبر أو صحراء.
كلمة مباحة
إنا لله وإنا إليه راجعون
قال الفضيل: هل تعرف معناها؟
قال: نعم أعرف أني عبدلله، وأني إليه راجع.
فقال الفضيل: يا أخي، من عرف أنه لله عبد، وأنه إليه راجع، فليعلم أنه موقوف بين يديه، ومن عرف أنه موقوف بين يدي الله، فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول فليعد للسؤال جواباً.
فبكى الرجل وقال ما الحيلة؟
قال الفضيل: يسيرة.
قال وما هي يرحمك الله؟
قال: تُحسن فيما بقى، يغفر الله لك ما مضى وما بقى... فإنك إن أسأت فيما بقى أُخذت بما مضى وما بقى.بقلم: سمير البرغوثي
وسارت المجموعة.. واتجهت إلى ثقب في الأرض وأدخلت زميلتهن الميتة في الثقب.. وطن النملة الذي تعتز به.
هذه النملة تعتز بثقب الأرض وتدفن موتاها في وطنها.. حالة لو تمعن بها من ارتكب جريمة قتل الصحفي السعودي المشهور.. جمال خاشقجي لما أقدم على قتله.. ولما أقدم على تقطيعه وإذابته.. وإسالته في البئر.. ولعمل بما أقره الشرع والأعراف والأصول والعادات والتقاليد وما ورثناه عن الأجداد.. وهو إكرام الميت بسرعة دفنه وعدم التمثيل بجثته.. لقد أذهلنا الفعل.. وأذهلتنا ردة الفعل من كل المستويات الرسمية وغير الرسمية.. ليكون هذا التردد في الاتهام لمن ارتكب الجريمة.
لقد قدر الله لي لقاء جمال في الدوحة.. وكم كان منفتحاً على الآخر، يفتح أذنه وقلبه ليستمع ويتحدث بحب عن وطنه.. وكان يستحق التكريم.. ومن المؤلم أن يعفى الجناة الحقيقيون من الحساب حتى ترتاح روحه التي صعدت بعد خنقه وشاهدت ما جرى للجسد الذي بثت فيه في الشهر الرابع من الحمل.
لقد قتلوا الرجل الذي كان يستشرف المستقبل، ولم يمنحوه حق التكريم الذي يستحق.. فاستحق أن نبني له تمثالاً في قلوبنا وعقولنا ولمتخذ فكره منهاج عمل في حياتنا.. ولن نخشى المنشار.. ولا المزمار.. ونأمل أن تتحقق العدالة.. لترتاح روحه التي توزعت بين أجزاء جسده.. المدفون في بئر أو قبر أو صحراء.
كلمة مباحة
إنا لله وإنا إليه راجعون
قال الفضيل: هل تعرف معناها؟
قال: نعم أعرف أني عبدلله، وأني إليه راجع.
فقال الفضيل: يا أخي، من عرف أنه لله عبد، وأنه إليه راجع، فليعلم أنه موقوف بين يديه، ومن عرف أنه موقوف بين يدي الله، فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول فليعد للسؤال جواباً.
فبكى الرجل وقال ما الحيلة؟
قال الفضيل: يسيرة.
قال وما هي يرحمك الله؟
قال: تُحسن فيما بقى، يغفر الله لك ما مضى وما بقى... فإنك إن أسأت فيما بقى أُخذت بما مضى وما بقى.بقلم: سمير البرغوثي