+ A
A -
زيد إسليم كاتب وباحث

في يناير الماضي، انتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، محكمة العدل الدولية لإصدارها سلسلة من الإجراءات المؤقتة ضد إسرائيل، واصفاً الهيئة الدولية بـ«المعادية للسامية».. بينما اتهم الشهر الماضي، الأمم المتحدة بأنها مؤسسة معادية للسامية ولها أمين عام معادٍ للسامية، إذ يرى أن قرار مجلس الأمن الأخير بخصوص وقف إطلاق النار الفوري في غزة لأسباب إنسانية، ما هو إلا مساعدة للمقاومة لإعلان نصرها.

هذه التصريحات ليس من المبالغة وصفها بالفاشية، بل هي أعتى، فهي تخرج من فم وزير معروف من قبل العالم بتطرفه الديني لأقصى درجة، في حكومة احتلال، وفقاً للقوانين الدولية. رغم هذا يبدو أن العالم لا يأبه، فبعد مرور نصف عام مازالت أميركا وبعض الحكومات الغربية تبرر المجازر التي ترتكبها حكومة بن غفير وأصدقاؤه، فالغرب الذي يتحسس من الفاشية، لا يرى الآن أي ملامح أو صفات مشتركة بينها وبين بن غفير وشركاه.

إذ يبدو أن الغرب كالعادة أصيب بفقدان الرؤية التاريخيّة، فحين يتعلّق الأمر بالاحتلال الإسرائيلي، وحين يتعلّق الأمر بالوقوف أمام تاريخهم الاستعماري الذاتي، والجرائم التي ارتكبتها حضارتهم المجيدة، يفقدون المنطق والتحضر المزعوم.

ما يجري اليوم من الاحتلال الإسرائيلي بدعم الغرب ما هو إلا الفاشية التي تخشاها أوروبا، فما تقوم به لفرض ممارسات دولية تضرب بعرض الحائط مرتكزات الشرعية الدولية السابقة، وتفرض شرعية جديدة قائمة على العنف والقوة المفرطة.

copy short url   نسخ
03/04/2024
5