جنيف- قنا- أكدت منظمة الصحة العالمية أمس، عدم قدرة مستشفى الشفاء في غزة على العمل بأي حال كمستشفى، وذلك بعد عملية عسكرية نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا، أحرقت خلالها ودمرت مباني المستشفى، كما تم العثور على عشرات الشهداء.

وأوضحت مارجريت هاريس المتحدثة باسم المنظمة، في تصريحات، أن تدمير الاحتلال لأكبر مستشفى في غزة يصيب منظومة الرعاية الصحية بالقطاع في مقتل، لافتة إلى أن المنظمة تواصلت مع الأطقم الطبية الذين أكدوا أن المستشفى لم يعد قادرا على العمل بأي حال.

وأضافت أن المنظمة تأمل في إيفاد مهمة اليوم للموقع لتحديد ما الذي يمكن القيام به لإنقاذ أرواح من تبقى به من مرضى، مشيرة إلى أنهم حاولوا زيارة المستشفى منذ أيام، لكن طلباتهم للقيام بذلك قوبلت بالرفض.

وكانت مصادر طبية قد ذكرت أن الجيش الإسرائيلي دمر طوابق المستشفى بشكل كامل في مبنى الجراحات التخصصية، وأحرق بقية المبنى، فيما أحرق مبنى الاستقبال والطوارئ الرئيسي، ودمر عشرات من غرفه وجميع الأجهزة الطبية فيه، إلى جانب مباني الكلى والولادة والسرطان والحروق، وثلاجات دفن الموتى، ودمر مبنى العيادات الخارجية.

وأكدت منظمة الصحة العالمية تزايد أعداد الوفيات في صفوف الأطفال حديثي الولادة في غزة، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 179 يوما تواليا.

وذكرت مارغريت هاريس الناطقة باسم المنظمة، خلال مؤتمر صحفي أمس، أن عدد الوفيات في أوساط الأطفال الحديثي الولادة في قطاع غزة يواصل ارتفاعه، إذ يولد الرضع بأوزان أقل من الحد الطبيعي، قائلة إنه «يتم الإبلاغ من مختلف الأطباء، تحديدا في مستشفيات الولادة، عن ازدياد كبير في عدد الأطفال الذين يولدون بوزن منخفض، ولا يعيشون في فترة ما بعد الولادة نظرا إلى أنهم ولدوا صغارا جدا».

وأضافت أنه سجل في مجمع كمال عدوان الطبي، مستشفى الأطفال الوحيد في شمال غزة، دخول المنشأة يوميا 15 طفلا على الأقل يعانون سوء التغذية، مشددة على أن الاحتياجات تزداد بشكل حاد أكثر من أي وقت مضى.

كما نوهت إلى أنه لا يمكن لمنظمة الصحة العالمية وضع إحصاءات دقيقة عن حالات الوفيات في أوساط الأطفال نتيجة الدمار الذي لحق بالقطاع بعد ستة شهور من الحرب الإسرائيلية، مشيرة إلى أن العديد من الأشخاص لا يتوجهون حتى إلى المستشفى.