ودعت أم الألعاب والرياضة القطرية الكابتن الراحل محمود خليل أبو العينين، الأب الروحي لألعاب القوى إلى مثواه الأخير بعد رحيله عن دنيانا، عقب رحلة من العطاء الوفير لكل الأبطال القطريين على مدار سنوات طويلة.

وعاش الشارع الرياضي ليلة حزينة على فقدان الراحل الذي كان من أبرز المدربين الوطنيين الذين ساهموا في اكتشاف الكثير من النجوم، ومدوا لهم يد العون للوصول إلى منصات التتويج ورفع اسم قطر عاليا.

وقام الاتحاد القطري لألعاب القوى برئاسة محمد عيسى الفضالة برثاء الراحل برسالة مؤثرة للغاية، عبر الحساب الرسمي للاتحاد قال فيها: «وداعا.. الأستاذ ومربي الأجيال والمدرب الشهير، أحد رجال قطر الأوفياء.. الذين أمضوا زهرة شبابهم في مضامير وميادين أم الألعاب القطرية».

لقد كان الراحل مربياً ومدرباً وقيادياً.. وساهم بعلمه وعطائه وتفانيه في غرس ووضع اللبنة الأولى لألعاب القوى القطرية، مع بقية رفاقه الكرام.

اكتشف رحمه الله العديد من أبطال قطر في أم الألعاب.. وكانت بداياته كمدرس رياضة في مدرسة عثمان بن عفان الابتدائية وكان مولعاً بألعاب القوى، والجري للمسافات الطويلة.

كما عمل مع منتخبات قطر لألعاب القوى المدرب العالمي فريدي هير براند في جهاز تدريب منتخباتنا الوطنية بعصرها الذهبي وعمل كذلك بالاتحاد، والاتحاد الرياضى العسكري.

وجعل البوعينين أم الألعاب العنابية منارة عالية تُلامس الأفق ومنجما للذهب.. وقاطرة الإنجازات القطرية في المحافل الدولية والقارية والإقليمية.

كما كان على مدار سنوات طويلة عنواناً للعطاء والالتزام والشدة والصرامة في حرصه على تعليم أبنائه فنيات ومهارات أم الالعاب، حتى برعوا وأجادوا وتميزوا في مضامير ألعاب القوى ورفعوا عاليا اسم بلادهم.

نسأل الله له الرحمة والمغفرة.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وعبر نجوم أم الألعاب عن بالغ حزنهم على رحيل البوعينين فكتب طلال منصور أمين السر المساعد بالاتحاد قائلا: ورحل عنا أبونا وأبو ألعاب القوى القطرية المكتشف كثير من الأبطال، وأنا واحد منهم.. وأقول: الله يرحمك ويغفر لك يا والدنا والعزيز علينا.

وتحدث السهم الذهبي عن دور الراحل في مسيرته الرياضية قائلا: الأستاذ الفاضل محمود أبو العينين وهو (أبو ألعاب القوى) هو الذي اكتشف أغلب اللاعبين، كان مدرس رياضة وكنا نروح النادي الصيفي، أنا من سكان رميلة وكنت أروح النادي الصيفي عند راس بوعبود.

وأضاف: أنا لم اكن أتردد على النادي كي ألعب، وانما كنت أذهب لأخذ الموزة والتفاحة والرهش التي كانوا يوزعونها وكنت أجلس اتفرج عليهم وهم يلعبون وناداني المسؤول، وقال لي تعال أريد منك ان تتسابق وأحضر لي أفضل متسابق وقلت له لا أريد ان اتسابق وأجبرني على أن أتسابق.

وتابع قائلا: طبعاً أنا ودي اني اتسابق معاه، السبب الذي منعني هو انه في ذلك الوقت وكي اتسابق فيجب أن أدخل الثوب داخل «الهاف» الذي كان لونه أصفر، ولا أريد ان يراني العالم ويضحك عليّ، وهذا السبب هو الذي اعطاني دافعاً لأكون أسرع كي لا يرى أحد «هافي» الذي كان يومها متسخاً وسبقت أحسن لاعب كان عندهم، وبعدها اختفيت وصار عمري 14 سنة والتحقت بالجيش، وهذا المدرس الاستاذ محمود ايضاً التحق بالاتحاد العسكري وشاهدني وتذكرني، وكلم القائد عبدالقادر صالح وقالي هذا نبيه وعمل لي تفرغاً والتحقت بهم ومن هناك بدأت القصة، فرحمة الله عليه.