هذا الصمت العربي تجاه ما تقوم به الدولة المارقة التي تقوم بحرب إبادة في غزة.. هذا الصمت لم يعد له ما يبرره.. ففي هذه الدولة العنصرية حكومة فاشية هي أسوأ حكومة تتولى سدة القيادة في بلد يرى نفسه فوق العالم، وفوق القانون الدولي والإنساني وحقوق الإنسان ويمارس أبشع الجرائم بحق الإنسان من إبادة جماعية بالقتل حرقا وبالرصاص والتجويع.. وينادي بقصف غزة بالقنبلة الذرية.. فهل هذه الدولة قوية إلى هذا الحد الذي ترفض فيه تنفيذ قرار مجلس الأمن؟ الذي رأينا فيه تحوّلا كبيرا شهده تعامل مجلس الأمن الدولي مع ملف الحرب الإسرائيلية على غزة، فبعد إخفاق متكرر في إصدار قرار بسبب حق النقض (الفيتو) الأميركي، تبنى المجلس قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان، والذي أيدته 14 دولة، بينما امتنعت الولايات المتحدة حليفة إسرائيل عن التصويت.
لكن هل انصاعت الدولة المارقة للقرار الأممي.. طبعا لا.. فقد استمر القصف الإسرائيلي خلال الساعات التي تلت صدور القرار، ويأتي الدعم من أميركا وتصريح واشنطن بأن القرار غير ملزم، رغم تأكيد باقي أطراف المجلس إلزاميته، كل ذلك يدفع للتساؤل عن مدى إلزامية القرار.
فالقرار صدر بموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، ويعتبر ملزما قانونيا لأطراف الصراع، لا سيما أن نص القرار - الذي حمل رقم 2728- يستخدم لغة واضحة تطالب بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين، ولا يستخدم لغة توصي فحسب بوقف إطلاق النار، إنه ليس من الضروري اعتماد قرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة حتى يكون ملزما قانونيا.
هل يخرج العرب عن صمتهم ويطالبون بتنفيذ القرار خاصة وان الأمم المتحدة لها حق ان تفرض عقوبات دولية واقتصادية على إسرائيل في حال تجاهلها قرار وقف إطلاق النار.
كما سيفتح تجاهل إسرائيل تنفيذ القرار إمكانية محاسبتها بخرق القانون الدولي وانتهاك ميثاق الأمم المتحدة، لكن تحتاج الأمم المتحدة إلى صوت عربي قوي لوقف جريمة الجرائم في غزة.