في مثل هذا اليوم من العام 1759م ظهرتْ أول شركة تأمين على الحياة في مدينة فيلاديلفيا الأميركية !
يكاد الفقهاء المسلمون المعاصرون يُجمعون على أن التأمين على الحياة محرم شرعاً، وهذا ما أدين لله به وإن كنتُ لستُ أهلاً للفتوى ! ولكن لندع شركة التأمين الأولى على الحياة جانباً، فهي ليست الأولى كما يبدو ! إنّ أول تأمين على الحياة سمع به أهل الأرض كان منذ ألف وأربعمائة سنة عندما نزلتْ سورة الكهف !
يُحدثنا القرآن عن قصة موسى والخضر عليهما السلام، ويخبرنا أنهما وصلا إلى قرية من القرى، وطلبا طعاماً من أهلها، فكانوا بخلاء ولم يعطوهم كسرة خبز ولا شربة ماء، فرأى الخضر جداراً يوشك أن يقع، فأقامه سوياً مستقيماً ! فسأله موسى لماذا لم يأخذ أجراً مقابل عمله هذا علهما يشتريان طعاماً، وكان هذا آخر ثلاث ملاحظات من موسى وافترق الرجلان بعدها ! ولكن قبل الفراق يخبر الخضر موسى بالسبب، الجدار لغلامين يتيمين، تحته كنز، وكان أبوهما صالحاً، ولو وقع الجدار وانكشف الكنز لأخذه أهل القرية، وإنما أراد الله أن يكبرا ليخرجا كنزهما بنفسيهما !
نبي من أولي العزم والخضر يقطعان البلاد، ليقيما جداراً ليتيمين كان أبوهما صالحاً، أليس هذا تأمينا على الحياة ؟ الفارق أنك لا تدفع مالاً من جيبك كما حال شركات التأمين، وإنما مع الله تدفع تقوى وصلاحاً من قلبك ! وفي القرآن: «وليخشَ الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً»!
إنه تأمين على الحياة يا سادة!
والشيءُ بالشيءِ يُذكر:
دخل مقاتل بن سليمان على أبي جعفر المنصور يوم بويع بالخلافة، فقال له المنصور: عِظني يا مقاتل
قال مقاتل: بما رأيتُ أم بما سمعتُ يا أمير المؤمنين قال: بل بما رأيتَ..
فقال: إن عمر بن عبد العزيز أنجبَ أحد عشر ولداً، وترك ثمانية عشر ديناراً، كُفِّن بخمسة دنانير، واشتُريَ له قبر بأربعة، ووُزع الباقي على أولاده !
وهشام بن عبد الملك أنجب أحد عشر ولداً، كان نصيب كل واحد منهم مليون دينار !
واللهِ لقد رأيتُ في يومٍ واحدٍ أحد أبناء عمر بن عبد العزيز يتصدق بمائة فرس للجهاد في سبيل الله، وأحد أبناء هشام بن عبد الملك يتسول في الأسواق !بقلم: أدهم شرقاوي
يكاد الفقهاء المسلمون المعاصرون يُجمعون على أن التأمين على الحياة محرم شرعاً، وهذا ما أدين لله به وإن كنتُ لستُ أهلاً للفتوى ! ولكن لندع شركة التأمين الأولى على الحياة جانباً، فهي ليست الأولى كما يبدو ! إنّ أول تأمين على الحياة سمع به أهل الأرض كان منذ ألف وأربعمائة سنة عندما نزلتْ سورة الكهف !
يُحدثنا القرآن عن قصة موسى والخضر عليهما السلام، ويخبرنا أنهما وصلا إلى قرية من القرى، وطلبا طعاماً من أهلها، فكانوا بخلاء ولم يعطوهم كسرة خبز ولا شربة ماء، فرأى الخضر جداراً يوشك أن يقع، فأقامه سوياً مستقيماً ! فسأله موسى لماذا لم يأخذ أجراً مقابل عمله هذا علهما يشتريان طعاماً، وكان هذا آخر ثلاث ملاحظات من موسى وافترق الرجلان بعدها ! ولكن قبل الفراق يخبر الخضر موسى بالسبب، الجدار لغلامين يتيمين، تحته كنز، وكان أبوهما صالحاً، ولو وقع الجدار وانكشف الكنز لأخذه أهل القرية، وإنما أراد الله أن يكبرا ليخرجا كنزهما بنفسيهما !
نبي من أولي العزم والخضر يقطعان البلاد، ليقيما جداراً ليتيمين كان أبوهما صالحاً، أليس هذا تأمينا على الحياة ؟ الفارق أنك لا تدفع مالاً من جيبك كما حال شركات التأمين، وإنما مع الله تدفع تقوى وصلاحاً من قلبك ! وفي القرآن: «وليخشَ الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً»!
إنه تأمين على الحياة يا سادة!
والشيءُ بالشيءِ يُذكر:
دخل مقاتل بن سليمان على أبي جعفر المنصور يوم بويع بالخلافة، فقال له المنصور: عِظني يا مقاتل
قال مقاتل: بما رأيتُ أم بما سمعتُ يا أمير المؤمنين قال: بل بما رأيتَ..
فقال: إن عمر بن عبد العزيز أنجبَ أحد عشر ولداً، وترك ثمانية عشر ديناراً، كُفِّن بخمسة دنانير، واشتُريَ له قبر بأربعة، ووُزع الباقي على أولاده !
وهشام بن عبد الملك أنجب أحد عشر ولداً، كان نصيب كل واحد منهم مليون دينار !
واللهِ لقد رأيتُ في يومٍ واحدٍ أحد أبناء عمر بن عبد العزيز يتصدق بمائة فرس للجهاد في سبيل الله، وأحد أبناء هشام بن عبد الملك يتسول في الأسواق !بقلم: أدهم شرقاوي