فقد غالبية سكان قطاع غزة أقاربهم على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال الحرب الوحشية التي يشنها منذ ستة أشهر والتي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، كما فقدوا منازلهم ومزارعهم ومتاجرهم ومركباتهم، وحتى ذكرياتهم التي التهمتها نيران القصف الوحشي العشوائي على منازلهم، وباتوا بعد ستة أشهر من حرب الإبادة هذه نازحين في خيام تفتقد أدنى مقومات الحياة الآدمية.
يقول مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في السكن، بالاكريشنان راجاجوبال، إن الدمار في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية شمل «70 %» من المنازل، مؤكدا أن ما يحدث يرقى إلى الإبادة الجماعية.
كما يؤكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن مليوني شخص بدون أي أمان في قطاع غزة يحاولون حماية أنفسهم من الجوع والمرض والقصف الإسرائيلي المتواصل، ويضيف: «عندما أسمع عبارة الأمن البشري أفكّر في مليوني شخص بغزة ليس لديهم أي أمن على الإطلاق، ويحاولون يائسين حماية أنفسهم من المجاعة والمرض والقصف الإسرائيلي المتواصل».
هذه هي الصورة بعد مضي ستة أشهر على هذه الحرب الوحشية، صدرت خلالها ثلاثة قرارات مهمّة عن محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تطالب بوقفها وبسرعة إدخال المساعدات الإنسانية، لكنها لم تلق أي اهتمام من جانب الحكومة الإسرائيلية التي ردت على كل ذلك بقصف واستهداف العاملين في قطاع الإغاثة، وآخرهم موظفو المطبخ العالمي، الذين تم قتلهم بدم بارد، تماما كما تم استهداف وقتل موظفي الأونروا ثم الادعاء بوقاحة لا مثيل لها أنهم أعضاء في حركة «حماس».