في الوقت الذي تهرول فيه الأنظمة العربية إلى التطبيع مع النظام السوري رغم كل الجرائم التي ارتكبها ضد شعبه خلال السنوات الماضية من عمر الثورة السورية فإن دولة قطر تؤكد اليوم أنها تقف إلى جانب الشعب السوري في محنته. لا يقتصر هذا الوقوف على حملات الإغاثة التي تنظمها «قطر الخيرية» من أجل الوقوف مع أهل المخيمات السورية في عرسال اللبنانية مثلا أو في غيرها من المناطق بل يتمثل أساسا في التصريحات الرسمية لوزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن والتي أكد فيها الموقف الثابت لبلاده من جرائم النظام ومن معاناة الشعب السوري.
يمثل الموقف القطري موقفا نادرا في المشهد العربي في ما يتعلق برفض القمع الذي تعرضت له الثورات العربية وكذلك ردة فعل الدوحة في ما يخص جرائم الأنظمة ضد شعوبها وهو موقف كلّف دولة قطر ما كلّفها من الهجمات التي كان آخر الحصار الجائر ودفعت الدولة ثمنا باهظا بسبب هذا الموقف المبدئي الذي رفض التطبيع مع القمع والصمت عن الجرائم. اليوم تتحرك الدبلوماسية العربية التي تمثل النظام الرسمي العربي من أجل ما سمّي «إعادة سوريا إلى الحضن العربي» وهي التسمية التي تغطي في الحقيقة مشروع إعادة تأهيل نظام الأسد والتغطية على جرائمه. فدولة الإمارات قد سارعت بفتح سفارتها هناك، بينما تستعد بقية العواصم الخليجية إلى الفعل نفسه مناقضة بذلك التصريحات السابقة التي كانت تطالب فيه برحيل النظام بل وتصفه بأبشع النعوت.
في خضم هذا التخبط في المواقف وإصدار الموقف ونقيضه حافظت دولة قطر على موقفها منذ بداية الأزمة السورية رغم كل ما يعنيه ذلك من صعوبات ومن ضغوطات ومن مكائد. لا ينبع الموقف القطري من منطلق نفعي أو مصلحي وإلا لكانت الدوحة قد حذت حذو بقية الدول العربية التي رقصت على دماء الشعوب وصمتت أمام المجازر بل وشاركت فيها ودبرتها وباركتها أحيانا أخرى. لقد سعت دول النظام الرسمي العربي وعلى رأسها دول الحصار إلى شيطنة الموقف القطري بكل ما أوتيت من جهد ومن وسائل ومن نفوذ مستفيدة من الفوضى التي خلقها الصراع بين قوى الثورات وقوى الثورات المضادة. فعمدت بكل خبث إلى وسم قطر بالإرهاب وبأنها المسؤولة عن الفوضى الحاصلة في المنطقة العربية بل لقد وصل بهم الأمر إلى اختراع أكاذيب وقصص لم تعد تنطلي على أحد ولم يعد يصدقها حتى الذباب الإلكتروني الذي يروّج لها.بقلم: محمد هنيد
يمثل الموقف القطري موقفا نادرا في المشهد العربي في ما يتعلق برفض القمع الذي تعرضت له الثورات العربية وكذلك ردة فعل الدوحة في ما يخص جرائم الأنظمة ضد شعوبها وهو موقف كلّف دولة قطر ما كلّفها من الهجمات التي كان آخر الحصار الجائر ودفعت الدولة ثمنا باهظا بسبب هذا الموقف المبدئي الذي رفض التطبيع مع القمع والصمت عن الجرائم. اليوم تتحرك الدبلوماسية العربية التي تمثل النظام الرسمي العربي من أجل ما سمّي «إعادة سوريا إلى الحضن العربي» وهي التسمية التي تغطي في الحقيقة مشروع إعادة تأهيل نظام الأسد والتغطية على جرائمه. فدولة الإمارات قد سارعت بفتح سفارتها هناك، بينما تستعد بقية العواصم الخليجية إلى الفعل نفسه مناقضة بذلك التصريحات السابقة التي كانت تطالب فيه برحيل النظام بل وتصفه بأبشع النعوت.
في خضم هذا التخبط في المواقف وإصدار الموقف ونقيضه حافظت دولة قطر على موقفها منذ بداية الأزمة السورية رغم كل ما يعنيه ذلك من صعوبات ومن ضغوطات ومن مكائد. لا ينبع الموقف القطري من منطلق نفعي أو مصلحي وإلا لكانت الدوحة قد حذت حذو بقية الدول العربية التي رقصت على دماء الشعوب وصمتت أمام المجازر بل وشاركت فيها ودبرتها وباركتها أحيانا أخرى. لقد سعت دول النظام الرسمي العربي وعلى رأسها دول الحصار إلى شيطنة الموقف القطري بكل ما أوتيت من جهد ومن وسائل ومن نفوذ مستفيدة من الفوضى التي خلقها الصراع بين قوى الثورات وقوى الثورات المضادة. فعمدت بكل خبث إلى وسم قطر بالإرهاب وبأنها المسؤولة عن الفوضى الحاصلة في المنطقة العربية بل لقد وصل بهم الأمر إلى اختراع أكاذيب وقصص لم تعد تنطلي على أحد ولم يعد يصدقها حتى الذباب الإلكتروني الذي يروّج لها.بقلم: محمد هنيد