``` في مثل هذا اليوم من العام 1946م انعقدتْ أول جلسة لمجلس الأمن الدولي ! مجلس الأمن مقره اليوم في نيويورك، وهو بحسب القانون المكتوب على الورق المسؤول عن حفظ الأمن والسلام الدوليين، وله سلطة قانونية على حكومات العالم كلها، وقراراته مُلزمة كما تنص المادة الرابعة من ميثاقه !
ميثاق مجلس الأمن في أغلبه حبر على ورق ! فيه خمس دول دائمة العضوية هي أميركا، وروسيا، وإنجلترا، وفرنسا، والصين، ويكفي أن تجتمع البشرية كلها وتتخذ قراراً، فتقوم دولة واحدة من هذه الخمس باستخدام حق النقض الفيتو، الذي معناه الحرفي: شكراً لاجتماعكم الميمون، عودوا إلى منازلكم هذا الأمر لن يتم !
تعرفون جميعاً أن مجلس الأمن الدولي، وخصوصاً أعضاءه الدائمين، هم المسؤولون عما نشاهده من بلطجة على طول هذا الكوكب وعرضه، ومن المخزي حقاً أن يكون هذا النظام العالمي السائد اليوم هو أقصى ما استطاع البشر إرساءه !
نحن لا نحتاج إلى مجلس أمن بقدر حاجتنا إلى حلف الفضول الذي أنشأه العرب في الجاهلية ! وسبب إنشائه أن تاجراً من قبيلة زبيد جاء إلى مكة بتجارة في موسم الحج على عادة العرب يومذاك فاشتراها منه العاص بن وائل وكان من سادة قريش، فرفض أن يدفع له ثمنها، وطلب من أهل مكة أن ينصفوه فخشي الجميع معاداة العاص لما له من قوة ونفوذ في قريش، فصعد الزبيدي على جبل أبي قبيس وأنشد قائلاً:
يا للرجالِ لمظلوم بضاعته
ببطن مكة نائي الدار والنفر
ومحرم أشعث لم يقضِ عمرته
يا للرجال وبين الحجر والحجرِ
إن الحرام لمن تمت كرامته
ولا حرام لثوب الفاجر الغدرِ
فتداعت قريش عن آخرها، واجتمعت في بيت عبدالله بن جدعان، وتعاهدت أن لا يُظلم أحد في مكة إلا ردوا مظلمته !
وكان هذا الحلف قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشرين سنة، وقد كان حاضراً هناك يومها رفقة عمه أبي طالب، وقال عن هذا الحلف الخلوق العادل بعد بعثته الشريفة: «لقد شهدتُ مع عمومتي حلفاً في دار عبدالله بن جدعان، ما أحبُّ أن لي به حُمر النعم، ولو دعيتُ لمثله في الإسلام لأجبتُ!»بقلم: أدهم شرقاوي
ميثاق مجلس الأمن في أغلبه حبر على ورق ! فيه خمس دول دائمة العضوية هي أميركا، وروسيا، وإنجلترا، وفرنسا، والصين، ويكفي أن تجتمع البشرية كلها وتتخذ قراراً، فتقوم دولة واحدة من هذه الخمس باستخدام حق النقض الفيتو، الذي معناه الحرفي: شكراً لاجتماعكم الميمون، عودوا إلى منازلكم هذا الأمر لن يتم !
تعرفون جميعاً أن مجلس الأمن الدولي، وخصوصاً أعضاءه الدائمين، هم المسؤولون عما نشاهده من بلطجة على طول هذا الكوكب وعرضه، ومن المخزي حقاً أن يكون هذا النظام العالمي السائد اليوم هو أقصى ما استطاع البشر إرساءه !
نحن لا نحتاج إلى مجلس أمن بقدر حاجتنا إلى حلف الفضول الذي أنشأه العرب في الجاهلية ! وسبب إنشائه أن تاجراً من قبيلة زبيد جاء إلى مكة بتجارة في موسم الحج على عادة العرب يومذاك فاشتراها منه العاص بن وائل وكان من سادة قريش، فرفض أن يدفع له ثمنها، وطلب من أهل مكة أن ينصفوه فخشي الجميع معاداة العاص لما له من قوة ونفوذ في قريش، فصعد الزبيدي على جبل أبي قبيس وأنشد قائلاً:
يا للرجالِ لمظلوم بضاعته
ببطن مكة نائي الدار والنفر
ومحرم أشعث لم يقضِ عمرته
يا للرجال وبين الحجر والحجرِ
إن الحرام لمن تمت كرامته
ولا حرام لثوب الفاجر الغدرِ
فتداعت قريش عن آخرها، واجتمعت في بيت عبدالله بن جدعان، وتعاهدت أن لا يُظلم أحد في مكة إلا ردوا مظلمته !
وكان هذا الحلف قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشرين سنة، وقد كان حاضراً هناك يومها رفقة عمه أبي طالب، وقال عن هذا الحلف الخلوق العادل بعد بعثته الشريفة: «لقد شهدتُ مع عمومتي حلفاً في دار عبدالله بن جدعان، ما أحبُّ أن لي به حُمر النعم، ولو دعيتُ لمثله في الإسلام لأجبتُ!»بقلم: أدهم شرقاوي