+ A
A -
لم أكن أعلم وأنا ألوح بيدي لوالدي على المنارة مودعا مغادرا رام الله أن ذلك اليوم السابع عشر من الشهر السابع من العام السابع والثمانين وتسعمائة وألف، سيكون آخر مشهد أراه من رام الله حيا.. فقد وقعت الانتفاضة في السابع والعشرين من الشهر الثاني عشر من ذلك العام.. واحتل العراق الكويت عام 1990.. وتلخبطت أوراق المنطقة مع ضرب العراق ثم احتلاله.. ومن بعد جاءت أوسلو تحمل من بين بنودها ترسيخ احتلال وألا أمل في عودة شريفة إلى فلسطين مع أنه عاد إليها في موكب الرئيس من عاد ممن وافقت عليهم السلطات الصهيونية..
قلت للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في آخر زيارة قام بها إلى الدوحة عام 1997، وكان ذلك في لقاء في قصر الضيافة: هل عودتكم إلى رام الله وأريحا وغزة إنجاز؟.. فكان جوابه «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى».. آية قرآنية لكنها تحمل الكثير من المعاني.. نعم لم يعد لنا أرض عربية تسمح لنا بأن نواصل الكفاح واسأل من شئت.. وبيروت كانت خيمتنا الأخيرة.. وتونس منفانا الأخير..
لم نقبل الجواب.. كان يمكن حل منظمة التحرير والعودة إلى المقاومة السرية.. ولنقدم مليون شهيد..
استمرار أوسلو.. بعد كامب ديفيد أفرز زعماء في بلاد الطوق يمنعون البلابل أن تحمل رسائل المقاومة.. مما أعاد غسيل الدماغ العربي.. تنسيق عربي إسرائيلي ضد العربي المقاوم.. حتى وصل الأمر بأحد ضيوف برنامج الاتجاه المعاكس إلى أن يقول «إسرائيل دولة غير مارقة».. واصفا إيران بأنها «الدولة المارقة».. لأنها تدعم المقاومة في غزة ولبنان.. لكن ما زالت هناك روح عربية تهب من عواصم عربية تعبر عنها أقلام شريفة سوف تعيد إلى هذه الأمة رشدها.. لتعلم أن الساعة الزمنية لزوال إسرائيل قد بدأت والضربة القاضية آتية.. وحينها لن يجد المطبعون مكانا يلجأوون إليه إلا مزابل التاريخ..
والله إني أرى فلسطين كما رأيتها بعيني والدي عام 1945.. لا يهود ولا مستوطنين.. وإني أرى المسجد الأقصى يرحب بشقيقيه المكي والمدني.. وقد تطهر لتقديس حج من حجوا وتعود الرحال لتشد إليه.. انتظروا الصبح.. وإن الصبح لقريب..
كلمة مباحة
حملة المشاعل لن يكلّوا حتى يصلوا إلى المرحلة التالية لتواصل الأجيال الطريق نحو القدس.. فانتظروا رحيل الظلام..بقلم: سمير البرغوثي
قلت للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في آخر زيارة قام بها إلى الدوحة عام 1997، وكان ذلك في لقاء في قصر الضيافة: هل عودتكم إلى رام الله وأريحا وغزة إنجاز؟.. فكان جوابه «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى».. آية قرآنية لكنها تحمل الكثير من المعاني.. نعم لم يعد لنا أرض عربية تسمح لنا بأن نواصل الكفاح واسأل من شئت.. وبيروت كانت خيمتنا الأخيرة.. وتونس منفانا الأخير..
لم نقبل الجواب.. كان يمكن حل منظمة التحرير والعودة إلى المقاومة السرية.. ولنقدم مليون شهيد..
استمرار أوسلو.. بعد كامب ديفيد أفرز زعماء في بلاد الطوق يمنعون البلابل أن تحمل رسائل المقاومة.. مما أعاد غسيل الدماغ العربي.. تنسيق عربي إسرائيلي ضد العربي المقاوم.. حتى وصل الأمر بأحد ضيوف برنامج الاتجاه المعاكس إلى أن يقول «إسرائيل دولة غير مارقة».. واصفا إيران بأنها «الدولة المارقة».. لأنها تدعم المقاومة في غزة ولبنان.. لكن ما زالت هناك روح عربية تهب من عواصم عربية تعبر عنها أقلام شريفة سوف تعيد إلى هذه الأمة رشدها.. لتعلم أن الساعة الزمنية لزوال إسرائيل قد بدأت والضربة القاضية آتية.. وحينها لن يجد المطبعون مكانا يلجأوون إليه إلا مزابل التاريخ..
والله إني أرى فلسطين كما رأيتها بعيني والدي عام 1945.. لا يهود ولا مستوطنين.. وإني أرى المسجد الأقصى يرحب بشقيقيه المكي والمدني.. وقد تطهر لتقديس حج من حجوا وتعود الرحال لتشد إليه.. انتظروا الصبح.. وإن الصبح لقريب..
كلمة مباحة
حملة المشاعل لن يكلّوا حتى يصلوا إلى المرحلة التالية لتواصل الأجيال الطريق نحو القدس.. فانتظروا رحيل الظلام..بقلم: سمير البرغوثي