في مثل هذا اليوم من العام 661م طعنَ الشقيُّ عبد الرحمن بن ملجم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في صلاة الفجر!
علي بن أبي طالب غني عن التعريف، لا يرفعه الكلام الذي يُقال فيه مهما كان جميلاً، فارس لا يُشقُّ له غبار، جسور مقدام، حكيم وزاهد وحصيف الرأي، نقي كماء زمزم، عذبٌ كآية في المصحف، زوج سيدة نساء أهل الجنة، وأبو «سيدا شبابها»، وكل ما يُقال فيه أقل مما فيه!
ولكن لنتركَ التقيَّ ولنبقَ مع الشقيَّ!
عبد الرحمن بن ملجم أنموذج لما يفعله الفهم الخاطئ للدين في الناس!
لم تكن بدايته توحي بأن نهايته ستكون على هذه الشاكلة، كان حافظاً للقرآن، وأخذه مباشرة من فم معاذ بن جبل رضي الله عنه، كان عالماً بالمحكم والمتشابه، شارك في فتح مصر، وقاتل مع عليّ في معركة صفين، ثم ما لبثَ أن رفض قبول أمير المؤمنين للتحكيم في صفين شأنه شأن الخوارج الذين ينتمي إليهم، فقال بكفر علي ومعاوية وكل المسلمين معهما، لينطبق عليه قول الله تعالى: «أفرأيتَ من اتّخذ إلهه هواه وأضله الله على علم…»!
كبَّر أمير المؤمنين وبدأ يقرأ، ولكن خنجر الغدر المسموم قطع عليه صلاته، طعنه ابن ملجمٍ خدمة للإسلام كما يحسب ويعتقد، ونسي أن علياً كان أحد الأعمدة التي قام عليها الإسلام، نسيَ أنه الفدائي يوم الهجرة، والمبارز الجَلِد يوم بدر، والفارس الشرس يوم الخندق، والفاتح العظيم يوم خيبر، لله هذا الجسد المطعون كم دافع عن الإسلام ! ولكنه التكفير، الداء العضال الذي ابتليت به الأمة في ماضيها، وما زالت تعتصر منه ألماً في حاضرها!
الخوارج القدماء كالخوارج الجُدد يُستفاد من شذوذ أفكارهم أن الدين فهم وعلم قبل أن يكون صلاةً وصياماً وحجاً وزكاة، وإذا كان التكفير القديم لم يرحم علياً أفيرحمنا التكفير الجديد نحن، ولو وُضع علي في كفة ووضعنا جميعاً في كفة لرجح بنا!بقلم: أدهم شرقاوي
علي بن أبي طالب غني عن التعريف، لا يرفعه الكلام الذي يُقال فيه مهما كان جميلاً، فارس لا يُشقُّ له غبار، جسور مقدام، حكيم وزاهد وحصيف الرأي، نقي كماء زمزم، عذبٌ كآية في المصحف، زوج سيدة نساء أهل الجنة، وأبو «سيدا شبابها»، وكل ما يُقال فيه أقل مما فيه!
ولكن لنتركَ التقيَّ ولنبقَ مع الشقيَّ!
عبد الرحمن بن ملجم أنموذج لما يفعله الفهم الخاطئ للدين في الناس!
لم تكن بدايته توحي بأن نهايته ستكون على هذه الشاكلة، كان حافظاً للقرآن، وأخذه مباشرة من فم معاذ بن جبل رضي الله عنه، كان عالماً بالمحكم والمتشابه، شارك في فتح مصر، وقاتل مع عليّ في معركة صفين، ثم ما لبثَ أن رفض قبول أمير المؤمنين للتحكيم في صفين شأنه شأن الخوارج الذين ينتمي إليهم، فقال بكفر علي ومعاوية وكل المسلمين معهما، لينطبق عليه قول الله تعالى: «أفرأيتَ من اتّخذ إلهه هواه وأضله الله على علم…»!
كبَّر أمير المؤمنين وبدأ يقرأ، ولكن خنجر الغدر المسموم قطع عليه صلاته، طعنه ابن ملجمٍ خدمة للإسلام كما يحسب ويعتقد، ونسي أن علياً كان أحد الأعمدة التي قام عليها الإسلام، نسيَ أنه الفدائي يوم الهجرة، والمبارز الجَلِد يوم بدر، والفارس الشرس يوم الخندق، والفاتح العظيم يوم خيبر، لله هذا الجسد المطعون كم دافع عن الإسلام ! ولكنه التكفير، الداء العضال الذي ابتليت به الأمة في ماضيها، وما زالت تعتصر منه ألماً في حاضرها!
الخوارج القدماء كالخوارج الجُدد يُستفاد من شذوذ أفكارهم أن الدين فهم وعلم قبل أن يكون صلاةً وصياماً وحجاً وزكاة، وإذا كان التكفير القديم لم يرحم علياً أفيرحمنا التكفير الجديد نحن، ولو وُضع علي في كفة ووضعنا جميعاً في كفة لرجح بنا!بقلم: أدهم شرقاوي