استولى مستوطنون يهود على منزل فلسطيني في البلدة القديمة من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، في خطوة خطيرة من شأنها إحكام السيطرة على البلدة القديمة في الخليل.المؤسسة الاستيطانية الإسرائيلية تعمل بكل طاقتها للاستيلاء على المنازل والمنشآت الفلسطينية بهدف السيطرة على البلدة القديمة، عبر تحويل المنزل إلى بؤرة استيطانية جديدة، في منطقة كانت قبل ذلك خالية من المستوطنين، الأمر الذي سيحكم الخناق على الفلسطينيين في الخليل، ويدفعهم إلى الهجرة القسرية. الاستيلاء على المنزل جزء لا يتجزأ من محاولات دولة الاحتلال وإجراءاتها العملية لتهويد البلدة القديمة، وهو انتهاك للقانون الدولي، واتفاقيات جنيف وانقلاب مستمر على ما تبقى من الاتفاقيات الموقعة.وإذا كانت إسرائيل غير مهتمة بالقانون الدولي، وما وقعته من اتفاقيات مع الجانب الفلسطيني، إلا أن المجتمع الدولي معني بها، لكنه للأسف الشديد بات يتعامل مع هذه الانتهاكات وعمليات التطهير التي يمارسها الإسرائيليون وكأنها أعمال مألوفة واعتيادية، وهي ليست كذلك على الإطلاق، ومن المؤسف أن الصمت الدولي أعطى إسرائيل كل ما تحتاجه لمواصلة جرائمها، وهو أمر مشين للغاية، على اعتبار أننا شهدنا في حالات أخرى موقفا قويا لم نلمسه في أي وقت على صعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.سياسة الكيل بمكيالين لم تعد مقبولة، وهي لم تكن مقبولة في أي وقت من الأوقات، وعلى المجتمع الدولي حسم أمره لجهة الدفع باتجاه مفاوضات سلام برعاية الأمم المتحدة تقوم على تنفيذ قرارات مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية وتسمح في نهاية المطاف بقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، والتقاعس عن القيام بهذا الدور سوف يقود إلى انفجار كبير على اعتبار أن الشعب الفلسطيني ليس في وارد التخلي عن حقوقه المشروعة في ظل سياسة الأمر الواقع التي تحاول إسرائيل فرضها، مستفيدة من الصمت الدولي غير المبرر وغير المفهوم على الإطلاق.