تواصل قطر جهودها واتصالاتها من أجل نزع فتيل التوتر في المنطقة، بعد أن ثبت بأن تحذيراتها من احتمالات تمدُّد الصراع بسبب العدوان على غزة كان لها ما يبررها، تأسيسا على ما رأيناه مؤخرا.
جهود قطر الدبلوماسية لم تتوقف منذ العدوان الإسرائيلي، وهي حذرت من تداعيات هذا العدوان منذ البداية فتحركت عبر كل السبل المتاحة لوقفه وتطويق أي تداعيات سلبية أخرى قد تنجم عنه.
هذه الجهود لم تبدأ مع الحرب الحالية في غزة، إذ لطالما حذرت قطر من أن استمرار القضية الفلسطينية دون حل سوف يقود للانفجار لا محالة، كما حذرت مرارا وتكرارا من مخاطر استمرار الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، باعتباره اعتداء سافرا على حقوق الشعب الفلسطيني، وانتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، بالإضافة إلى مواقفها المعلنة والواضحة من محاولات تهويد أجزاء واسعة من الضفة الغربية، ومن بينها القدس، وما يشكله ذلك من تهديد خطير للجهود الدولية الرامية إلى تطبيق حل الدولتين، على أساس القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية، فكان أن ناشدت المجتمع الدولي التدخل لوقف هذه السياسات عبر الاضطلاع بمسؤولياته، بما في ذلك اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنفاذ قرارات مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف سياساته الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
إن ما يحدث في غزة اليوم هو نتاج لكل السياسات الإسرائيلية الخارجة عن القانون، ولو أن المجتمع الدولي اضطلع بمسؤولياته مبكرا ما كانت الأمور وصلت إلى ما هي عليه اليوم، ومع ذلك فإنه ما زال هناك متسع من الوقت لتحرك جاد ومسؤول وشجاع.