دولة قامت على المجازر والمذابح والإبادة لشعب كان آمنا يمارس حياته بحرية فكانت مجازر دير ياسين وكفر قاسم وقبية والطنطورة وحيفا في عملية هدفت إلى تهجير الشعب الفلسطيني من مدنه وقراه لاقامة دولة كذبة أوجدتها هيئة استعمارية أوروبية هدفها تفتيت العالم العربي واضعافه والتحكم في مقدراته..
وعلى مدى قرن والصهيونية العالمية تساهم في تقوية الدولة العنصرية.. التي أظهرت بشاعتها في حربها الأخيرة على قطاع غزة ونقلت حماس، شهادات مروعة تم توثيقها على لسان عددٍ كبيرٍ من الفلسطينيين المفرج عنهم مؤخراً من قبل جيش الاحتلال ومن ضمنهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم الاثني عشر عاماً، والتي أكدت تعرضهم لشتى أصناف التعذيب وسوء المعاملة والحرمان من الرعاية الصحية، ما تسبب بمضاعفات صحية للكثير منهم، وصلت إلى حد بتر أطرافهم؛ هي تأكيد على وحشية هذا الجيش المجرم، والانتهاكات التي يقترفها بحق المدنيين العزل، في إطار جرائم الحرب والإبادة ضد شعبنا في قطاع غزة.
هذه الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد هذا الكيان الذي لا يستقوي إلا على المدنيين العزل، وستبقى شاهدة على سلوكه الفاشي البعيد عن القيم الإنسانية.. نطالب المؤسسات الحقوقية الدولية، وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بضرورة التحرك وكشف مصير آلاف المعتقلين الفلسطينيين الذين اختطفهم جيش الاحتلال من غزة، وتوثيق ما رواه المُفرَج عنهم من شهادات حول ما تعرضوا له من تعذيب وممارسات وحشية خلال فترة اعتقالهم، ورفع هذه الشهادات إلى المحاكم الدولية المختصة لمحاسبة قادة هذا الكيان على جرائمهم.
هل هناك من يرفع أذان محاسبة المجرمين؟سمير البرغوثي
كاتب وصحفي فلسطيني