+ A
A -
لم يكن الفوز العريض الذي حققه المنتخب القطري لكرة القدم خلال بطولة آسيا لكرة القدم فوزا رياضيا فقط بل كان أولا وقبل كل شيء فوزا تاريخيا يتجاوز حدود اللعبة وإطارها الضيق. لقد نجحت قطر في إحراز واحدة من أهم البطولات العالمية على المستوى القاري وبجدارة واستحقاق منقطع النظير. لكن الأكثر أهمية إنما يتمثل في السياق الذي جرت فيه البطولة والذي تميز بوقوع الدولة تحت وطأة حصار جائر وصل إلى حدّ منع الجمهور القطري من حضور المباراة كما مُنع المنتخب القطري من العودة إلى الديار عبر الناقل الوطني جوا.
لكن المفاجأة كانت في الموعد وفاز الفريق بنتائج عريضة لم يتوقعها أحد وهو ما أحدث في الخليج وفي كامل المنطقة العربية صدمة إيجابية لاتزال أصداؤها تتردد. لم يكن التعاطف العربي والدولي مع قطر من باب التشجيع الرياضي فحسب بل كان أولا وقبل كل شيء تعاطفا مع قضية الشعب القطري إثر قرار الحصار الظالم منذ أكثر من سنة. الشعوب لا تخطئ البوصلة في ما يتعلق بالقضايا العادلة ولا تعتبر مواقف حكوماتها في ما يخص نصرة المظلومين وهو ما يفسر في نظرنا موجة التعاطف الكاسحة من المحيط إلى الخليج احتفالا بالانتصار القطري الباهر.
من جهة ثانية خسرت الدولة المضيفة كل التحديات بدءا بالتحدي الرياضي وهزيمتها أمام المنتخب القطري وصولا إلى التحدي الأخلاقي الذي شاهده الملايين على الشاشات عندما بدأ الجمهور الإماراتي في رشق لاعبي المنتخب القطري بالنعال في فضيحة أخلاقية تناقلتها وسائل الإعلام الدولية عبر العالم. هذا التعامل الذي لم يراع نواميس الضيافة ولا صلة الأخوة بين الشعبين ولا صلة الجوار ولا حتى الروح الرياضية هو الذي فاقم من موجة التعاطف.
إن الانتصار المعنوي للفريق القطري يفوق في قيمته أضعاف أضعاف الفوز الرياضي بالبطولة لأنه تحقق عبر قدرة الفريق على كسر الحاجز النفسي وعلى تخطي عقبة الجمهور والأرض والقصف الإعلامي بشكل غير متوقع. بل يمكن القول حسب كثير من المراقبين إن هذه العوامل مجتمعة قد كان لها تأثير عكسي إذا ساعدت على تقوية الروح المعنوية للفريق وضاعفت من روحه القتالية التي قادته إلى الفوز والظفر بالبطولة.
هذا الدرس الكروي يؤكد مرة أخرى أن الحصار الذي أريد له أن يكون خانقا لقطر نازعا لسيادتها قد تحول اليوم إلى فرصة تاريخية فجرت طاقات كامنة ما كان لها أن تتفجر دون هذا الحصار. لقد انقلب السحر على الساحر وتحول الحصار إلى هبة إلهية ضاعفت من شروط سيادة القطرية على أرضها وفي محيطها العربي بعد أن حاولت عصابات النظام الرسمي العربي سلبها إياها.بقلم: محمد هنيد
لكن المفاجأة كانت في الموعد وفاز الفريق بنتائج عريضة لم يتوقعها أحد وهو ما أحدث في الخليج وفي كامل المنطقة العربية صدمة إيجابية لاتزال أصداؤها تتردد. لم يكن التعاطف العربي والدولي مع قطر من باب التشجيع الرياضي فحسب بل كان أولا وقبل كل شيء تعاطفا مع قضية الشعب القطري إثر قرار الحصار الظالم منذ أكثر من سنة. الشعوب لا تخطئ البوصلة في ما يتعلق بالقضايا العادلة ولا تعتبر مواقف حكوماتها في ما يخص نصرة المظلومين وهو ما يفسر في نظرنا موجة التعاطف الكاسحة من المحيط إلى الخليج احتفالا بالانتصار القطري الباهر.
من جهة ثانية خسرت الدولة المضيفة كل التحديات بدءا بالتحدي الرياضي وهزيمتها أمام المنتخب القطري وصولا إلى التحدي الأخلاقي الذي شاهده الملايين على الشاشات عندما بدأ الجمهور الإماراتي في رشق لاعبي المنتخب القطري بالنعال في فضيحة أخلاقية تناقلتها وسائل الإعلام الدولية عبر العالم. هذا التعامل الذي لم يراع نواميس الضيافة ولا صلة الأخوة بين الشعبين ولا صلة الجوار ولا حتى الروح الرياضية هو الذي فاقم من موجة التعاطف.
إن الانتصار المعنوي للفريق القطري يفوق في قيمته أضعاف أضعاف الفوز الرياضي بالبطولة لأنه تحقق عبر قدرة الفريق على كسر الحاجز النفسي وعلى تخطي عقبة الجمهور والأرض والقصف الإعلامي بشكل غير متوقع. بل يمكن القول حسب كثير من المراقبين إن هذه العوامل مجتمعة قد كان لها تأثير عكسي إذا ساعدت على تقوية الروح المعنوية للفريق وضاعفت من روحه القتالية التي قادته إلى الفوز والظفر بالبطولة.
هذا الدرس الكروي يؤكد مرة أخرى أن الحصار الذي أريد له أن يكون خانقا لقطر نازعا لسيادتها قد تحول اليوم إلى فرصة تاريخية فجرت طاقات كامنة ما كان لها أن تتفجر دون هذا الحصار. لقد انقلب السحر على الساحر وتحول الحصار إلى هبة إلهية ضاعفت من شروط سيادة القطرية على أرضها وفي محيطها العربي بعد أن حاولت عصابات النظام الرسمي العربي سلبها إياها.بقلم: محمد هنيد