+ A
A -
فوز منتخبنا الوطني بكأس آسيا 2019، لم يحطم العديد من الأرقام القياسية فحسب، لكنه حطم مقولة لطالما كانت محل جدل عميق وواسع في عالم كرة القدم، تتمحور حول الحظ ودوره.
كلنا سمعنا بمقولة كريس أندرسون، محلل وضع الرياضيات، بأن لعبة كرة القدم يلعب الحظ فيها الدورالأكبر، مقارنة بسائر الألعاب الجماعية.
أما السير أليكس فيرغسون، لاعب كرة القدم والمدرب الاسكتلندي الشهير، والذي يعتبر أحد أفضل المدربين في تاريخ اللعبة، فإنه يرى أن «الحظ جزء من كرة القدم»، وهو محق إذ يضع الحظ كعامل من عوامل عديدة أخرى.
فوز قطر بكأس آسيا قدم وجهة نظر مختلفة، خلاصتها أنه ربما لا يكون للحظ أي دور على الإطلاق، والمتتبع لأداء منتخبنا سوف يجد أن «عامل الحظ» كان متواريا، بدليل أن منتخبنا أنهى مشواره بإحراز اللقب الأغلى في تاريخه على حساب نظيره الياباني، إضافة إلى تحطيم لاعبيه لأرقام قياسية ستظل راسخة في سجلات البطولة القارية، وهذه الأرقام ستحتاج إلى سنين طويلة كي نشاهدها مرة أخرى.
لقد استقبلت شباك قطر هدفاً وحيداً، قبل 21 دقيقة فقط من نهاية المباراة النهائية، ليصبح أبطالنا الأكثر نجاحاً على المستوى الدفاعي في البطولة، واستغرق الأمر 609 دقائق من اللعب دون تمكن المنافسين من التسجيل في مرمى الحارس سعد الشيب، ليصبح منتخب قطر الأول الذي يصل إلى النهائي القاري بعد حفاظه على شباكه نظيفة في 6 مباريات متتالية.
كما تفوق أفضل لاعب في البطولة، المهاجم القطري الموهوب، المعز علي، على الأسطورة الإيرانية علي دائي، ونجح في كسر الرقم الذي استمر 23 عاماً، من حيث تحقيق الأهداف في بطولة واحدة، بعد أن سجل 9 أهداف في 7 مباريات.
وسجل اللاعب البالغ من العمر 22 عاما، أهدافه التسعة من خلال 16 تسديدة على مرمى المنافسين، وهي أقل من الـ28 تسديدة التي قام بها الإيراني سردار أزمون، صاحب أكبر عدد من المحاولات على المرمى في البطولة.
كما دون أكرم عفيف، لاعب قطر، حضوره بقوة وأضاء البطولة ككل مع تقديمه 10 تمريرات حاسمة، وهو الرقم الأكبر في هذا الجانب بتاريخ البطولة القارية، وصنع عفيف فرصا رئيسية لزملائه في 26 مرة، وكان أقرب منافسيه الأسترالي كريس إيكونوميديس من خلال 14 فرصة رئيسية.
بدوره استحق القطري سعد الشيب بجدارة، جائزة أفضل حارس مرمى في البطولة.
ولعب منتخبنا بلا جماهير، وسط صيحات وهتافات كانت تستهدف النيل من عزيمته ومعنوياته، وسيبقى «مشهد الأحذية» على أرضية الملعب، ماثلا طويلا في أذهان العالم بأسره، وإن كنا لا ننسى، ولن ننسى أشقاءنا العمانيين الذين آزرونا وشدوا من عزيمة منتخبنا في جميع المباريات التي لعبها.
كل ذلك يعني أننا أمام فريق كبير تم إعداده بأفضل الطرق الممكنة للمنافسة والفوز، دون أي رهان على «عامل الحظ»، وهذا يقودنا بالضرورة إلى اهتمام قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بالرياضة كعامل رئيسي من عوامل تطور المجتمعات وتقدمها، وعند الحديث عن هذا الإنجاز لابد من التوقف طويلا أمام سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي للأمير، الذي ندين له بالكثير منذ أن غرس بذرة النجاح الأولى ممثلة بأكاديمية التفوق الرياضي «أسباير» التي قامت لتحقيق رؤية فريدة بأن تصبح مرجعًا للتفوق الرياضي في العالم بحلول العام 2020 من خلال منهجها المتميز، والعمل كفريق متكامل، وإيصال قيم المؤسسة الفريدة للمجتمع الرياضي.
لم تنجح «أسباير» فحسب، بل قدمت لنا إنجاز التفوق قبل الموعد الذي حددته لنفسها بسنة كاملة، وهذا يعيدنا لما بدأت به عندما تحدثت عن «الحظ»، الذي لم يكن له أي وجود، لا على فوز منتخبنا، ولا على خريطة أسباير بما تقدمه من خدمات وبرامج دراسية متكاملة، ومبانٍ عصرية ومختبرات رياضية متطورة، ومدربين عالميين، من أجل تشكيل منظومة متكاملة لمساعدة المواهب الرياضية الواعدة ليصبحوا رموزاً للتفوق الرياضي في المستقبل، وهذا ما كان.
يقولون: العقل السليم في الجسم السليم، وهذا ما دأبت قطر على تحقيقه عبر مؤسستين: أكاديمية التفوق الرياضي «أسباير» ومؤسسة قطر، هذه الرؤية وهذا الغرس أثمر بعد سنوات، عقولا قطرية مبدعة تتبوأ أهم المراكز، وفرقا رياضية يتم تكريمها على المنصات العالمية، وآخرها منصة كأس آسيا 2019.
تحدثت عن الأرقام القياسية التي تحققت، وحتى تكتمل الصورة، لابد من إضافة المزيد من هذه الأرقام، أو السوابق، فهذه البطولة هي الأولى التي شهدت شحنا تجاوز ما نعرفه من قيم وأخلاقيات في مجتمعاتنا الخليجية، والذين رموا «أحذيتهم» على أرض الملعب كانوا مجرد ضحايا لهذا الشحن الذي دفعت إليه شخصيات على أعلى مستوى، اعتقدت أن «نيران السياسة» يمكن أن تحرق أحلام أبطال منتخب قطر، الذي قدم شبابه أداء أكثر من رائع، بالاعتماد على تشكيلة تعج بشباب متعطش لتحقيق الفوز، ومدرب أظهر قدرة تكتيكية كبيرة في التعامل مع مجريات كل مباراة على حدة، وقيادة رياضية وفرت كل أسباب النجاح.
«الأحذية» لم تعكس صورة الحاقدين وحدها، بل إن المتأمل في التعاطي الإعلامي مع فوز منتخبنا بالكأس سيقف مشدوها أمام ما فعلته وسائل إعلام ملأ الحقد قلبها فأعمى بصيرتها عندما لجأت إلى طرق مشينة تفتقد لأبسط أبجديات العمل الصحفي المهني كما نعرف، ويعرفه العالم بأسره.
جميعكم تابعتم تعليق صحيفة البيان الإماراتية على فوز قطر باللقب الآسيوي والذي اختارت هذه الصحيفة أن تنشره تحت عنوان «اليابان تخسر نهائي آسيا»، وهو ما فعلته أيضا جريدة «البيان الرياضي» الإماراتية حيث تجاهلت المنتخب الفائز باللقب، وركزت على المنتخب المهزوم اليابان، إذ علقت على النهائي قائلة «الساموراي يخسر الآسيوية ويكسب اللعب النظيف».
نحن أيضا نشهد لليابان وجماهير اليابان، وعندما انتهت مباراتنا معهم لم يقل مدربهم «لقد خسرت اليابان»، بل «فازت قطر وهي استحقت الفوز».
هذه أخلاق اليابانيين، وتلك أخلاق الذين حاولوا بكل طريقة التأثير على معنويات منتخبنا، وتجاهل منجزه الكبير، وهذا أيضا سيبقى ماثلا للعالم محفورا في تاريخ كرة القدم إلى الأبد.
كبرى وسائل الإعلام العالمية أشادت بأداء منتخبنا ومنجزه الفريد، ومن يتابع مواقع التواصل لثلاثي الحصار الخليجي سوف تذهله تلك الحملة التي استهدفت قطر لفوزها بالكأس، خليط منفّر من التعليقات البذيئة الحاقدة، طالت حتى أشقاءنا في الكويت وعُمان لموقفهم العروبي الأصيل من قطر العروبة والأصالة والوفاء، وطالت بريطانياً سافر إلى الإمارات لقضاء عطلة حضر خلالها كأس آسيا بين قطر والعراق فتعرض للسجن والضرب لارتدائه قميص المنتخب القطري، فيما كان بابا الفاتيكان يقيم في أبوظبي قدّاسا هو الأول في شبه الجزيرة العربية مهد الاسلام، أرادت الإمارات من ورائه أن تقدّم نفسها على أنّها مكان للتسامح، لكنها عجزت عن التسامح مع قميص قطني ارتداه مشجع بريطاني بمناسبة فوز قطر بكأس آسيا على ملعب إماراتي.
اليوم هو يوم الحصاد في قطر، فهذه أسباير تحصد نتاج غرسها، وهذه مؤسسة قطر تحتفل بتخريج بناة المستقبل، وهذه كلياتنا العسكرية والشرطية ترفد وطننا الحبيب بحماته وعيونه الساهرة، وهذه جامعتنا الوطنية الحبيبة تتبوأ مراكز متقدمة في تصنيف الجامعات العالمي، بعد أن حصلت كلياتها على الاعتمادات الأكاديمية الرفيعة، وهذه منشأتنا الصحية تقدم أرقى الخدمات الطبية على مستوى العالم، وعندما نتحدث عن كل هذه المنجزات الكبيرة والتاريخية وغير المسبوقة لابد أن نذكر بامتنان واحترام وتقدير وعرفان صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله، باني ومؤسس قطر الحديثة، الذي غرس بذرة التحديث على هذه الأرض الطيبة، فكان الحصاد وفيرا وكبيرا وآخره كأس آسيا لكرة القدم.بقلم: عبدالرحمن القحطاني
كلنا سمعنا بمقولة كريس أندرسون، محلل وضع الرياضيات، بأن لعبة كرة القدم يلعب الحظ فيها الدورالأكبر، مقارنة بسائر الألعاب الجماعية.
أما السير أليكس فيرغسون، لاعب كرة القدم والمدرب الاسكتلندي الشهير، والذي يعتبر أحد أفضل المدربين في تاريخ اللعبة، فإنه يرى أن «الحظ جزء من كرة القدم»، وهو محق إذ يضع الحظ كعامل من عوامل عديدة أخرى.
فوز قطر بكأس آسيا قدم وجهة نظر مختلفة، خلاصتها أنه ربما لا يكون للحظ أي دور على الإطلاق، والمتتبع لأداء منتخبنا سوف يجد أن «عامل الحظ» كان متواريا، بدليل أن منتخبنا أنهى مشواره بإحراز اللقب الأغلى في تاريخه على حساب نظيره الياباني، إضافة إلى تحطيم لاعبيه لأرقام قياسية ستظل راسخة في سجلات البطولة القارية، وهذه الأرقام ستحتاج إلى سنين طويلة كي نشاهدها مرة أخرى.
لقد استقبلت شباك قطر هدفاً وحيداً، قبل 21 دقيقة فقط من نهاية المباراة النهائية، ليصبح أبطالنا الأكثر نجاحاً على المستوى الدفاعي في البطولة، واستغرق الأمر 609 دقائق من اللعب دون تمكن المنافسين من التسجيل في مرمى الحارس سعد الشيب، ليصبح منتخب قطر الأول الذي يصل إلى النهائي القاري بعد حفاظه على شباكه نظيفة في 6 مباريات متتالية.
كما تفوق أفضل لاعب في البطولة، المهاجم القطري الموهوب، المعز علي، على الأسطورة الإيرانية علي دائي، ونجح في كسر الرقم الذي استمر 23 عاماً، من حيث تحقيق الأهداف في بطولة واحدة، بعد أن سجل 9 أهداف في 7 مباريات.
وسجل اللاعب البالغ من العمر 22 عاما، أهدافه التسعة من خلال 16 تسديدة على مرمى المنافسين، وهي أقل من الـ28 تسديدة التي قام بها الإيراني سردار أزمون، صاحب أكبر عدد من المحاولات على المرمى في البطولة.
كما دون أكرم عفيف، لاعب قطر، حضوره بقوة وأضاء البطولة ككل مع تقديمه 10 تمريرات حاسمة، وهو الرقم الأكبر في هذا الجانب بتاريخ البطولة القارية، وصنع عفيف فرصا رئيسية لزملائه في 26 مرة، وكان أقرب منافسيه الأسترالي كريس إيكونوميديس من خلال 14 فرصة رئيسية.
بدوره استحق القطري سعد الشيب بجدارة، جائزة أفضل حارس مرمى في البطولة.
ولعب منتخبنا بلا جماهير، وسط صيحات وهتافات كانت تستهدف النيل من عزيمته ومعنوياته، وسيبقى «مشهد الأحذية» على أرضية الملعب، ماثلا طويلا في أذهان العالم بأسره، وإن كنا لا ننسى، ولن ننسى أشقاءنا العمانيين الذين آزرونا وشدوا من عزيمة منتخبنا في جميع المباريات التي لعبها.
كل ذلك يعني أننا أمام فريق كبير تم إعداده بأفضل الطرق الممكنة للمنافسة والفوز، دون أي رهان على «عامل الحظ»، وهذا يقودنا بالضرورة إلى اهتمام قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بالرياضة كعامل رئيسي من عوامل تطور المجتمعات وتقدمها، وعند الحديث عن هذا الإنجاز لابد من التوقف طويلا أمام سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي للأمير، الذي ندين له بالكثير منذ أن غرس بذرة النجاح الأولى ممثلة بأكاديمية التفوق الرياضي «أسباير» التي قامت لتحقيق رؤية فريدة بأن تصبح مرجعًا للتفوق الرياضي في العالم بحلول العام 2020 من خلال منهجها المتميز، والعمل كفريق متكامل، وإيصال قيم المؤسسة الفريدة للمجتمع الرياضي.
لم تنجح «أسباير» فحسب، بل قدمت لنا إنجاز التفوق قبل الموعد الذي حددته لنفسها بسنة كاملة، وهذا يعيدنا لما بدأت به عندما تحدثت عن «الحظ»، الذي لم يكن له أي وجود، لا على فوز منتخبنا، ولا على خريطة أسباير بما تقدمه من خدمات وبرامج دراسية متكاملة، ومبانٍ عصرية ومختبرات رياضية متطورة، ومدربين عالميين، من أجل تشكيل منظومة متكاملة لمساعدة المواهب الرياضية الواعدة ليصبحوا رموزاً للتفوق الرياضي في المستقبل، وهذا ما كان.
يقولون: العقل السليم في الجسم السليم، وهذا ما دأبت قطر على تحقيقه عبر مؤسستين: أكاديمية التفوق الرياضي «أسباير» ومؤسسة قطر، هذه الرؤية وهذا الغرس أثمر بعد سنوات، عقولا قطرية مبدعة تتبوأ أهم المراكز، وفرقا رياضية يتم تكريمها على المنصات العالمية، وآخرها منصة كأس آسيا 2019.
تحدثت عن الأرقام القياسية التي تحققت، وحتى تكتمل الصورة، لابد من إضافة المزيد من هذه الأرقام، أو السوابق، فهذه البطولة هي الأولى التي شهدت شحنا تجاوز ما نعرفه من قيم وأخلاقيات في مجتمعاتنا الخليجية، والذين رموا «أحذيتهم» على أرض الملعب كانوا مجرد ضحايا لهذا الشحن الذي دفعت إليه شخصيات على أعلى مستوى، اعتقدت أن «نيران السياسة» يمكن أن تحرق أحلام أبطال منتخب قطر، الذي قدم شبابه أداء أكثر من رائع، بالاعتماد على تشكيلة تعج بشباب متعطش لتحقيق الفوز، ومدرب أظهر قدرة تكتيكية كبيرة في التعامل مع مجريات كل مباراة على حدة، وقيادة رياضية وفرت كل أسباب النجاح.
«الأحذية» لم تعكس صورة الحاقدين وحدها، بل إن المتأمل في التعاطي الإعلامي مع فوز منتخبنا بالكأس سيقف مشدوها أمام ما فعلته وسائل إعلام ملأ الحقد قلبها فأعمى بصيرتها عندما لجأت إلى طرق مشينة تفتقد لأبسط أبجديات العمل الصحفي المهني كما نعرف، ويعرفه العالم بأسره.
جميعكم تابعتم تعليق صحيفة البيان الإماراتية على فوز قطر باللقب الآسيوي والذي اختارت هذه الصحيفة أن تنشره تحت عنوان «اليابان تخسر نهائي آسيا»، وهو ما فعلته أيضا جريدة «البيان الرياضي» الإماراتية حيث تجاهلت المنتخب الفائز باللقب، وركزت على المنتخب المهزوم اليابان، إذ علقت على النهائي قائلة «الساموراي يخسر الآسيوية ويكسب اللعب النظيف».
نحن أيضا نشهد لليابان وجماهير اليابان، وعندما انتهت مباراتنا معهم لم يقل مدربهم «لقد خسرت اليابان»، بل «فازت قطر وهي استحقت الفوز».
هذه أخلاق اليابانيين، وتلك أخلاق الذين حاولوا بكل طريقة التأثير على معنويات منتخبنا، وتجاهل منجزه الكبير، وهذا أيضا سيبقى ماثلا للعالم محفورا في تاريخ كرة القدم إلى الأبد.
كبرى وسائل الإعلام العالمية أشادت بأداء منتخبنا ومنجزه الفريد، ومن يتابع مواقع التواصل لثلاثي الحصار الخليجي سوف تذهله تلك الحملة التي استهدفت قطر لفوزها بالكأس، خليط منفّر من التعليقات البذيئة الحاقدة، طالت حتى أشقاءنا في الكويت وعُمان لموقفهم العروبي الأصيل من قطر العروبة والأصالة والوفاء، وطالت بريطانياً سافر إلى الإمارات لقضاء عطلة حضر خلالها كأس آسيا بين قطر والعراق فتعرض للسجن والضرب لارتدائه قميص المنتخب القطري، فيما كان بابا الفاتيكان يقيم في أبوظبي قدّاسا هو الأول في شبه الجزيرة العربية مهد الاسلام، أرادت الإمارات من ورائه أن تقدّم نفسها على أنّها مكان للتسامح، لكنها عجزت عن التسامح مع قميص قطني ارتداه مشجع بريطاني بمناسبة فوز قطر بكأس آسيا على ملعب إماراتي.
اليوم هو يوم الحصاد في قطر، فهذه أسباير تحصد نتاج غرسها، وهذه مؤسسة قطر تحتفل بتخريج بناة المستقبل، وهذه كلياتنا العسكرية والشرطية ترفد وطننا الحبيب بحماته وعيونه الساهرة، وهذه جامعتنا الوطنية الحبيبة تتبوأ مراكز متقدمة في تصنيف الجامعات العالمي، بعد أن حصلت كلياتها على الاعتمادات الأكاديمية الرفيعة، وهذه منشأتنا الصحية تقدم أرقى الخدمات الطبية على مستوى العالم، وعندما نتحدث عن كل هذه المنجزات الكبيرة والتاريخية وغير المسبوقة لابد أن نذكر بامتنان واحترام وتقدير وعرفان صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله، باني ومؤسس قطر الحديثة، الذي غرس بذرة التحديث على هذه الأرض الطيبة، فكان الحصاد وفيرا وكبيرا وآخره كأس آسيا لكرة القدم.بقلم: عبدالرحمن القحطاني