+ A
A -
في مقال سابق منذ عشرين عاما قلت «أحتاج لمحاسب لقراءة فواتير «كيوتل» لعدم فهمي لمكونات الفواتير»، ومع ذلك تواصل حبي لها ولقياداتها، وواصلت الاشتراك في خدماتها التي أجزم أنها تكلفني شهريا جزءا كبيرا من المعاش، وبعد أن تحولت إلى اوريدو.. توقعت ان يكون للأقدمين معاملة خاصة لكن الفاتورة ارتفعت.. قالوا: اشترك بالشهري.. فاشتركت بالفئة الكبرى 425 ريالا شهريا.. على أساس ان كل ما استفيد به من خدمات لا يزيد عن هذا المبلغ.. ثم قالوا: حين تسافر اشترك في الباسبورت بمبلغ 100 ريال، وما ان اشترك حتى ينتهي..
سافرت في إجازة خارجية لمدة ثلاثة ايام إلى عمان قبل أربع سنوات فجاءت فاتورة بـ 2500 ريال عن استخدام النت لمدة يومين.. فكانت هذه اللدغة الأولى.. سافرت على عجل إلى تركيا الأسبوع الماضي ونسيت بطاقة اوريدو معي.. واستخدمتها ثلاثة أيام فقط فجاءتني فاتورة بـ 3000 ريال بالاضافة إلى الايجار الشهري 450 ريالا.. فكانت اللدغة الثانية... فقلت لا بد أن اعيد تعاملي مع اوريدو.. ولا اسمح لحاسوبها أن يلدغني اللدغة الثالثة.. سأنتقل لمشغل آخر.. لعل تغيير العتبة يأتي بالخير.. فشكرا صديقتي اوريدو.. بعد عشرين سنة من الصداقة والتعامل والحب المتبادل بل وقفت مدافعا ومحاميا عنك.. اخرج منك غير نادم هذه المرة لأني تضررت فعلا.. فما يتم تحصيله مقابل مكالمات ونت لم يعد علي بفائدة بقيمة ريال واحد.. ولو كنت تاجرا أو رجل أعمال أو صرافا أو أو او.. لما اغضبني هذا المبلغ خلال يومين فقط في بلاد عثمان.. مع أنني دفعت فاتورتي قبل أن أغادر وكانت صفحتي بيضاء فكيف تراكم هذا المبلغ في يومين لست أدري..

قال لي وأنا أحدق في قبة مسجد السلطان احمد كمال في اسطنبول.. لا تقف كثيرا أمام التاريخ.. زمن مضى ولن يعود.. قلت هذه الحميمية وهذه الروحانية في التعامل مع زوار هذا المسجد تدعوك لتقف معي لتقرأ روعة الفن والتصميم والدقة في الزخارف والنقوش التي نقشت لترى حجم التطور الذي وصل إليه المسلمون.. وسلطان أقام هذا المسجد.. يحسب له كما يحسب لكل زعيم أقام مساجد مماثلة..
تمنيت أن يطلق لقب أو اسم الحاكم على نفس المسجد الذي يقيمه في بلده فالتاريخ يسجل المجد باسم اصحابه..

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
12/06/2016
1306