حياتنا عبارة عن خليط من المواقف والأحداث والمشكلات التي تتطلب اتخاذ القرارات بصورة شبه يومية، الأمر الذي يجعل صناعة القرار مهارة أساسية يحتاجها كل إنسان في حياته الشخصية والمهنية على حد سواء. وفي ظل التطور المتسارع الذي يشهده عصرنا الحالي، أنت بحاجة إلى اكتساب القدرة على اتخاذ أفضل القرارات في أقصر وقت ممكن. فإليك هذه النصائح الذهبية:
في البداية لا بد أن تدرك جيداً بأنك سواء آمنت بأنك تستطيع القيام بشيء أو لا تستطيع القيام به، فأنت على صواب في كلتا الحالتين. وهذا ما يجعل مهارة اتخاذ القرارات تتطلب دعامة أساسية؛ ألا وهي الثقة بالنفس.
لا يمكن لشخص يفتقر إلى الثقة بنفسه أن يتخذ القرارات الصحيحة وهو يعاني بشكل مستمر من التردد والتخبط كلما واجه مشكلة جديدة تستلزم الجرأة في اتخاذ القرار والإيمان بقدرته الذاتية على اختيار أفضل الحلول دون إفراط في الثقة بالنفس؛ لأن ما زاد عن حده انقلب ضده.
ولا تقتصر أهمية الثقة بالذات في تعزيز مهارة اتخاذ القرار، وإنما هي أساس كل نجاح كما يخبرنا «هنري فورد» الذي يؤكد أن إيمان الإنسان بمهاراته أمر في غاية الأهمية لتحقيق أي هدف يطمح إليه، مع إدراك حقيقية لا تقل أهمية؛ ألا وهي أن الإنجازات لا تتحقق بمجرد الإيمان بالنفس فحسب، بل إن الثقة الزائدة بالنفس يمكن أن تسبب لك العديد من الأضرار التي لا تحمد عقباها، خصوصاً عند اتخاذ القرارات المصيرية بينما لا تتوفر المعلومات الكافية، فيقوم الشخص المفرط في الثقة بذاته بالاعتماد على تصوراته الشخصية في اتخاذ القرار، مما يسفر عن أخطاء فادحة، كما حصل على امتداد عقود طويلة في الكثير من المؤسسات التجارية على سبيل المثال لا الحصر، نتيجة اتخاذ بعض المدراء لقرارات خاطئة اعتماداً على الثقة المفرطة بالنفس، مما أدى إلى تكبد شركاتهم خسائر مهولة. لهذا كله، يتمحور هدفك الأول في سبيل اكتساب مهارة اتخاذ القرار في ضرورة أن تعزز ثقتك بنفسك بشكل متوازن دون إفراط.
ولا تقتصر مهارة اتخاذ القرار على الثقة بالنفس فقط، وإنما تتعدى ذلك إلى اعتمادها على بعض الأشياء الأخرى مثل الحدس الذي يمثل ذاك الشعور الغريزي الذي ينتابك تجاه المواقف والأشخاص والمشكلات، والذي يجب أخذه بعين الاعتبار في عملية صناعة القرار دون أن تعول عليه كلياً حتى لا تقع في الخطأ.
وحتى تتخذ قرارات أفضل لا بد كذلك أن تعتمد على المنطق، بحيث تستثمر الحقائق والأرقام التي بين يديك في صناعة قراراتك الشخصية أو المهنية، فلا تعتمد على الحدس الشخصي فقط، بل تنهج طريقاً مدروساً للتوصل إلى القرار الأفضل.
عندما تواجه مشكلة تحتاج إلى حل أو ترغب في اتخاذ قرار بخصوص مسألة ما، فمن المهم أن تطرح على نفسك الأسئلة التالية: «ما الذي أريده؟ ما هو هدفي؟ كيف أستطيع تحقيق هذا الهدف؟».
حين تجيب عن هذه الأسئلة الثلاثة، ستدرك جيداً أبعاد المشكلة أو الموقف الذي يتطلب اتخاذ قرار بخصوصه، وبالتالي تكوّن فكرة حول الحلول الممكنة، مما يساعدك على اتخاذ القرار الأفضل. فالوضوح أساس اتخاذ القرارات الصحيحة. أما النصيحة الأخيرة فهي أن تدرك بأن القرار الأفضل ليس دائماً هو خيارك الوحيد، ففي بعض المواقف والمشكلات يمكن لقرار جيد يتم اتخاذه بشكلٍ فعّال وسريع أن يحل مشكلة طارئة وينقذ الموقف، بدلاً من إضاعة وقت طويل في محاولة اتخاذ القرار الأفضل، بينما تتفاقم المشكلة ويتأزم الموقف أكثر. هذا يعني أن مهارة اتخاذ القرارات تتطلب السرعة وعدم الإفراط في التفكير، فاحرص على ذلك. إذن فاتخاذ القرار مهارة مكتسبة يمكن تعلمها وإتقانها مع المران والتدريب. فإذا أردت أن تصبح شخصاً قادراً على اتخاذ القرارات الصحيحة في حياته الشخصية والمهنية، عليك أن تنمي هذه المهارة كل يوم، حتى تصل إلى مرحلة تصبح فيها قادراً على اتخاذ القرارات بأقل مجهود وأسرع وقت.