من أقصى النبض في شريان الوطن العربي يتدفق الألم حاداً موجعاً، فمن سوريا يجيء النداء صارخاً، ومن اليمن يجيء النداء جريحاً، ومن العراق يجيء النداء مستغيثاً (واعروبتاه)، (واعروبتاه)، (واإسلاماه)، (واإسلاماه).
المشايخ والعلماء من فوق المنابر في الصلوات والفضائيات يصرخون ويناشدون ويستغيثون ويقولون ويذكرون أنها مناطق عزلاء جوعانة بائسة يجتمع عليها الظلمة والطغاة والمستبدون في الأرض ينتهكون الأعراض ويقتلون الأطفال والشيوخ ولا يوجد في الوطن الكبير من يجيب!
المشايخ والعلماء يستغيثون الله والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والحكام العرب والحكام المسلمين، يستغيثون الإعلام ورجال الصحافة الشرفاء ويذكرونهم بيوم القيامة ويحذرونهم منه ويخوفونهم من الله حين يوقفهم الله عنده قفوهم إنهم مسؤولون ويسألهم: لِمَ لم تقولوا الحق وقد عرفتموه؟! فهل في هذا الوطن الكبير من سيجيب على هذا السؤال؟ إن المشايخ الأجلاء والعلماء يناشدون الحكام العرب والمسلمين والأصدقاء بضرورة الخروج من هذا الذي هم فيه! من صمت وضعف وخنوع وخوف وذل ووضاعة بينة! رمضان فرصة وفرصة عظيمة خاصة قبل الإفطار للدعاء لأهلنا المنكوبين المتضررين والدعاء لأنفسنا لأن الدعاء يستمطر سحائب النصر بفضل الله ومن أسباب النصر إكرام الضعفاء ودعم المتضررين من خلال المال والإعلام والأقلام، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم)، ومن أسباب النصر كثرة ذكر الله وعدم التنازع والاختلاف على مستوى الأسرة وقس على ذلك، نعم الناظر لأحوال الأمة وأحوال المسلمين يراها سوداء قاتمة ولكن الأمل موجود لأن الله موجود، إنه نعم المولى ونعم النصير.
اللهم اكشف الضر عن أهلنا في سوريا والعراق واليمن وكل بلاد المسلمين، اللهم آمنا وآمنهم في أوطانهم، الأمان الأمان الأمان يا الله، يا حنان يا منان يا الله، يا قوي يا عزيز يا الله، يا من يجير ولا يجار عليه يا الله ثبت أخواننا واقصم الجبابرة الخارجين على القانون.. اللهم آمين.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي