مثلت المناسبة الأخيرة التي انعقدت في الإمارات العربية المتحدة تحت عنوان «التسامح والحوار بين الأديان» عنوانا جديدا من عناوين التخبط العربي بين الأولويات والمبادئ وضرورات السياق. فهل من أولويات الأزمات العربية الآخذة في التمدد دعوة بابا الكنيسة الكاثوليكية الذي تتخبط كنائسه وأبرشياته في فضائح جنسية لا تنتهي ؟ هل من المبادئ معاداة المسلمين والمشاركة في قتلهم والانقلاب عليهم في مصر واليمن وليبيا وتونس وسوريا واستقبال المسيحيين استقبال الأبطال الفاتحين ؟ هل من ضرورات السياق المشتعل عربيا التودد والتذلل للقوى الأجنبية التي لم تترك بلدا عربيا أو مسلما إلا قصفته ؟
يحتار المواطن العربي والمسلم في توصيف السياسة الإماراتية الناعمة مع الغريب البعيد التي تنقلب علاقة عدوانية مع الأخ القريب. لا يقتصر الأمر هنا فقط على دولة قطر وفيها إخوة ودم ورحم بل يتجاوزها إلى كل ميادين الثورات المشتعلة في المنطقة العربية حيث لم تترك الإمارات بلدا عربيا إلا خلّفت فيه آثار الدم والدمار. لقد تكفلت أبو ظبي بتصفية الربيع العربي ومحاربة ما سمته هي الإسلام السياسي ممثلا في نظرها في حركة الاخوان المسلمين مهما كان الثمن. لكن الحفاوة البالغة والمبالغ فيها في الترحيب بالبابا وقبلها الهرولة للتطبيع مع الكيان الصهيوني على أصعدة كثيرة تجعل من الدور الإماراتي في المنطقة العربية المشتعلة دورا يبعث على الحيرة. قد لا يكفي القول هنا بأن هذه الدولة الخليجية الصغيرة تخشى بلوغ الربيع العربي لأنه قول لا يفسر هذه السياسة المتناقضة والمتخبطة في آن واحد.
صحيح أن الأنظمة الخليجية تخشى وصول الربيع العربي إليها لكنها لم تحاربه ولم تمول الانقلابات ضده كما فعلت الإمارات ومن ورائها السعودية تحت غطاء محاربة الإرهاب والتطرف. بل إن هذه الدول لم تكتف بذلك بل ها هي تبالغ في إظهار علامات الانفتاح والتسامح والحوار والوسطية وهي كلها مفردات تصب في هدف واحد وهو نيل رضى الغرب والقوى المرتبطة به. وليس التقارب الكبير مع الكنيسة الكاثوليكية ممثلة في بابا الفاتيكان إلا واحدا من هذه المساعي الحثيثة للتطبيع مع المنظومات الغربية وشبكاتها العقائدية النافذة من أجل التغطية على الجرائم المرتكبة في نطاق الربيع العربي وخارجه بدءا باليمن.
كان أولى بدعاة التسامح مدّ العون والصفح إلى الأخ القريب قبل العدو البعيد وكان أولى بهم التصالح مع أهلهم ومع ثقافتهم ومع مطالب شعوبهم في الحرية والكرامة. المسجد أوْلى من الكنيسة لمن يريد السلام والتسامح والحوار خاصة إذا كان مدّعوا التسامح أنفسهم يحرضون على المساجد حتى في أوروبا.بقلم: محمد هنيد
يحتار المواطن العربي والمسلم في توصيف السياسة الإماراتية الناعمة مع الغريب البعيد التي تنقلب علاقة عدوانية مع الأخ القريب. لا يقتصر الأمر هنا فقط على دولة قطر وفيها إخوة ودم ورحم بل يتجاوزها إلى كل ميادين الثورات المشتعلة في المنطقة العربية حيث لم تترك الإمارات بلدا عربيا إلا خلّفت فيه آثار الدم والدمار. لقد تكفلت أبو ظبي بتصفية الربيع العربي ومحاربة ما سمته هي الإسلام السياسي ممثلا في نظرها في حركة الاخوان المسلمين مهما كان الثمن. لكن الحفاوة البالغة والمبالغ فيها في الترحيب بالبابا وقبلها الهرولة للتطبيع مع الكيان الصهيوني على أصعدة كثيرة تجعل من الدور الإماراتي في المنطقة العربية المشتعلة دورا يبعث على الحيرة. قد لا يكفي القول هنا بأن هذه الدولة الخليجية الصغيرة تخشى بلوغ الربيع العربي لأنه قول لا يفسر هذه السياسة المتناقضة والمتخبطة في آن واحد.
صحيح أن الأنظمة الخليجية تخشى وصول الربيع العربي إليها لكنها لم تحاربه ولم تمول الانقلابات ضده كما فعلت الإمارات ومن ورائها السعودية تحت غطاء محاربة الإرهاب والتطرف. بل إن هذه الدول لم تكتف بذلك بل ها هي تبالغ في إظهار علامات الانفتاح والتسامح والحوار والوسطية وهي كلها مفردات تصب في هدف واحد وهو نيل رضى الغرب والقوى المرتبطة به. وليس التقارب الكبير مع الكنيسة الكاثوليكية ممثلة في بابا الفاتيكان إلا واحدا من هذه المساعي الحثيثة للتطبيع مع المنظومات الغربية وشبكاتها العقائدية النافذة من أجل التغطية على الجرائم المرتكبة في نطاق الربيع العربي وخارجه بدءا باليمن.
كان أولى بدعاة التسامح مدّ العون والصفح إلى الأخ القريب قبل العدو البعيد وكان أولى بهم التصالح مع أهلهم ومع ثقافتهم ومع مطالب شعوبهم في الحرية والكرامة. المسجد أوْلى من الكنيسة لمن يريد السلام والتسامح والحوار خاصة إذا كان مدّعوا التسامح أنفسهم يحرضون على المساجد حتى في أوروبا.بقلم: محمد هنيد