جسدت زيارة حضرة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان لدولة الإمارات العربية المتحدة، طبيعة العلاقات التاريخية والخاصة والمميزة الراسخة على مختلف الصعد وفي المجالات كافة.
فالعلاقات العمانية الإماراتية مميزة ولها خصوصية استثنائية تعززت وتقاربت في ظل توجيهات ودعم القيادتين الرشيدتين، حتى أصبحت نموذجية ووثيقة، وزيارة (دولة) التي قام بها السلطان هيثم بن طارق للإمارات ولقاؤه أخاه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تؤكد قوة هذه العلاقة الأخوية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
ومنذ انطلاق العلاقات الدبلوماسية بين مسقط وأبوظبي في عام 1992، وسلطنة عمان والإمارات تعملان على تعزيز التعاون الفعّال بينهما على مبدأ الأسرة الواحدة والمصالح المشتركة بما يعود بالخير على الشعبين العُماني والإماراتي في الحاضر والمستقبل.
وزيارة سلطان عمان لا شك ستسهم في ترسيخ وتنمية الشراكة الاقتصادية القائمة بين البلدين، والتي تشهد نموا مطردا وحجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين يزداد سنويا، خاصة وأن الإمارات تعد من أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عمان.
لذا فالعلاقات بين سلطنة عمان والإمارات أكثر من تجارية واقتصادية وأكثر من علاقات حدود أو جيران، فهي علاقة الأرض والتاريخ والأسرة الواحدة والألفة وحسن الجوار، والتي تمتد لمئات السنين، وازدادت وترسخت عمقا من خلال وشائج القربي والنسب والجغرافيا في كافة المجالات؛ وتعززت بفضل حكمة قيادات البلدين في الماضي والحاضر، وزيارة دولة هي دلالة على عمق هذه العلاقات الثنائية الطيبة.
فالشعبان الشقيقان يتطلعان لبداية حقيقية لتنفيذ عدد من المشاريع الاقتصادية والسياحية والاستثمارية على أرض الواقع والاستفادة من المقومات التي تزخر بها البلدان للوصول للتعاون والتكامل الاقتصادي المنشود الذي نطمح اليه.!
فهذه الزيارة المباركة يُنتظر منها نتائج على المستوى البلدين الشقيقين، والكثير من النتائج الإيجابية على المستوى الخليجي والعربي، مما سيعزز من مكانة العلاقات الاستراتيجية لكلتا الدولتين على الساحة العريبة والدولية.كما نتطلع ونامل ان يكون البلدان على توافق واتفاق تام ضد العابثين الذين يحاولون إفساد هذه العلاقات الطيبة التاريخية والمتجذرة والممتدة لسنوات وسنوات، فنحن جسد واحد ودم يجري في وريد واحد، وصدق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عندما جسّد خصوصية العلاقات العمانية الإماراتية وعمقها التاريخي، حين قال: «عُمان منَّا ونحن منهم، إخوتنا وأشقاؤنا وعضدنا»، ونحن نقول تؤامة لا تنفصل، جسد واحد وتاريخ مشترك وجغرافيا ممتدة برا وبحرا.
والله من وراء القصد.batamira@hotmail.com