كشف الدكتور حسن علي قاسم، المدير الطبي العام لقطاع الشؤون الطبية، بالهلال الأحمر القطري، عن إحصائية المراكز الصحية المخصصة لفئة العمال، التي استقبلت نحو «1.2» مليون مراجع العام الماضي في مراكزها الأربعة، بينما يتم استقبال أكثر من «100» ألف مريض شهريا، وربما يتجاوز هذا الرقم في بعض الأشهر، مع ازدياد الطلب على بعض الخدمات الصحية.وأعلن د. قاسم في حوار خاص لـ الوطن عن خطة لإضافة خدمات جديدة بالمراكز العمالية، تستهدف شرائح المجتمع الأخرى كالنساء والأطفال، منوها بأنه اعتمادا على استقراء الواقع الصحي، وتقييم الاحتياجات يمكن إضافة تخصصات أخرى مثل الأمراض العصبية والنفسية، وعيادة مكافحة التدخين والتبغ، وتوسعة الخدمات الاستقصائية المخبرية والشعاعية، وغيرها من التفاصيل والتساؤلات التي سنطالع الإجابة عنها في سياق الحوار التالي:
{بدايةً، نود التعرف على المرافق الصحية التابعة للهلال الأحمر القطري بالدولة؟
ضمن اتفاقية شراكة استراتيجية وتعاون وتنسيق مستمرين، يشغل الهلال الاحمر القطري أربعة مراكز صحية عمالية ثلاثة منها في الدوحة وهي مركز الحميلة، ومركز مسيمير، ومركز فريج عبد العزيز، ومركز خارج الدوحة يقع في منطقة دخان، هو مركز زكريت الصحي، وتستهدف هذه المراكز الصحية شريحة واسعة من السكان وهي فئة العمال العزاب الذكور الوافدين في دولة قطر، والذين يحملون بطاقة صحية تحمل الرمز (مركز 21).
{ما هي نوعية خدمات وتخصصات الرعاية الصحية الأولية التي تقدمها مراكز العمال الصحية للمراجعين؟
تشمل خدماتنا الصحية باقة واسعة تغطي معظم احتياجات مرضى الفئة المستهدفة، منها عيادات الطب العام، والعيادات التخصصية للأمراض المزمنة، مثل داء السكري، أمراض الغدد الصماء والاستقلاب، الأمراض التنفسية، أمراض القلب والأوعية، أمراض الكلية وارتفاع الضغط الشرياني، الأمراض الهضمية، الأمراض العينية، الأمراض الجلدية، أمراض الأذن والأنف والحنجرة، طب الأسنان، العلاج الطبيعي، الحالات المستعجلة والحوادث والرضوض، الجراحة الصغرى والضماد، الخدمات الدوائية، المختبرات الطبية، الأشعة البسيطة والتصوير بالأمواج فوق الصوتية وتصوير الأسنان البانورامي، وتطعيم الكزاز، والأنفلونزا الموسمية، إضافة إلى التوعية والتثقيف الصحي.
استقبال مراجعين
{ كم يبلغ عدد المراجعين الذين يتم استقبالهم شهرياً في هذه المراكز؟
يقترب عدد الزيارات الشهرية من حوالي 100 ألف زيارة، وربما يتجاوز هذا الرقم في بعض الأشهر، مع ازدياد الطلب على بعض الخدمات الصحية، وقد تجاوز عدد الزيارات في العام الماضي 1.2 مليون زيارة في المراكز الصحية العمالية الأربعة.
{ ما التخصصات الطبية التي تخططون لإضافتها مستقبلا بالمراكز العمالية؟
نتطلع في المستقبل، خصوصا بعد تطبيق نظام التأمين الصحي إلى إضافة خدمات تستهدف شرائح المجتمع الأخرى كالنساء والأطفال، واعتمادا على استقراء الواقع الصحي وتقييم الاحتياجات يمكن إضافة تخصصات أخرى مثل الأمراض العصبية والنفسية وعيادة مكافحة التدخين والتبغ، وتوسعة الخدمات الاستقصائية المخبرية والشعاعية.
كوادر طبية
{ كم يبلغ حجم قوة العمل في مراكز العمال الصحية من أطباء وصيادلة وممرضين وفنيين؟
تشغل المراكز الصحية العمالية الأربعة طواقم طبية مدربة وذات خبرات واسعة، حيث تتألف القوى البشرية الطبية من 143 طبيبا من كافة التخصصات، 25 طبيب أسنان، 43 صيدلانيا، 226 ممرضا، 116 فنيا، وهذه الاحصائية لغاية منتصف شهر فبراير 2024.
{ بالانتقال إلى مجال الخدمات الطبية الطارئة، حدثنا عن الأنشطة التي ينفذها الهلال الأحمر القطري في هذا الجانب؟
الخدمات الطبية الطارئة في الهلال الأحمر القطري يتم تقديمها من خلال أسطول كبير يضم أكثر من 70 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث التقنيات في هذا المجال، بالإضافة إلى الكوادر الطبية المؤهلة والمتخصصة التي تقدّم التغطية الطبية لمختلف البطولات الرياضية المحلية والإقليمية والعالمية والفعاليات المتعددة التي تقام في الدولة، يضاف إلى ذلك التغطية الطبية على المستوى الصناعي وذلك من خلال تقديم الخدمات الإسعافية للعاملين في عدد من الشركات كشركة ناقلات وقطر ستيل وإدارة عدد من محطات الإسعاف الأولي، كما نحرص أن تكون الخدمات الطبية الطارئة دائماً على أتم الاستعداد والجهوزية لمساندة الدولة ومؤازرتها حين يتم طلب ذلك منه.
تثقيف صحي
{ لكم باع طويل في جهود التوعية والتثقيف الصحي المجتمعي، نود تسليط بعض الضوء عليها؟
الهلال الأحمر القطري ومنذ تأسيسه يعمل في إطار التنمية الصحية المستدامة كجهة مساندة للمؤسسات الصحية في الدولة من خلال العديد من البرامج الصحية وبخاصة برنامج التثقيف الصحي المجتمعي الذي يهدف إلى نشر التوعية الصحية وترويج المفاهيم الصحية الوقائية بين الأفراد على شكل رسائل صحية توعوية بهدف تأهيل المجتمع في مجال الصحة العامة والصحة النفسية وإعداد أفراد ذوي وعي وقدرة على ممارسة دورهم التطوعي في التوعية والتثقيف الصحي في مجتمعهم للوقاية من الأمراض وتعزيز الأمن والسلامة والحد من المخاطر.
{ من هم المستهدفون بالأنشطة التوعوية التي يقوم بها الهلال الأحمر القطري؟
تستهدف أنشطة التوعية الصحية فئة العمالة الوافدة، حيث تقدم تلك الانشطة في المراكز الصحية أو في مواقع العمل أو السكن، وتركز على أهم المواضيع التي تمس صحة العامل مثل العناية بالنظافة الشخصية والعامة ونظافة الطعام والماء وطرق الوقاية من العدوى والصحة المهنية مثل تجنب السقوط وإصابات الحرارة وتوخي السلامة في مكان العمل وطرق الإسعاف الأولي، إضافة للاحتفالات بالمناسبات الصحية الوطنية والعالمية وكذلك من خلال توزيع مطبوعات توعوية صحية هادفة ومبسطة وبلغات متعددة، كما تستهدف أنشطة التوعية والتثقيف الصحي بقية فئات المجتمع من خلال برامج التثقيف الصحي المجتمعي، حيث تتم إقامة ورش عمل ومحاضرات توعوية مختلفة بالتواصل المباشر وعن بعد مع تنفيذ حملات ومعارض توعوية صحية بالشراكة مع المؤسسات الوطنية ذات الصلة ومن خلال إرسال رسائل توعوية على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وتتضمن أنشطة التثقيف الصحي المجتمعي مواضيع مختلفة حول الصحة العامة والشخصية والأمن والسلامة والسلوك والصحة النفسية وصحة وسلامة البيئة والإرشاد التربوي، إضافة للاحتفالات التي تواكب المناسبات الصحية والعالمية.
مشكلات صحية
{ من واقع خبراتكم، ما المشكلات الصحية الأكثر انتشاراً بين المراجعين من فئة العمالة الوافدة؟ وكيف تتعاملون مع هذه الأمراض؟
تأتي الأمراض المعدية، وخاصة أمراض الطرق التنفسية على راس القائمة، وتليها حالات الأمراض المزمنة ثم أمراض الأسنان وتليها الرضوض وإصابات العمل، حيث إننا نعمل على توفير المصادر الكافية من كوادر طبية وأدوية ومستهلكات وعدد كاف من العيادات مع مساحات كافية للفرز والعزل، ونركز على التوعية والتثقيف الصحي وتشجيع أخذ التطعيمات الوقائية، إضافة إلى اتباع نظام حياة صحي من حيث التزام قواعد النظافة الشخصية والعامة، بالإضافة إلى الرياضة والنشاط البدني والطعام الصحي والعناية بصحة الفم والأسنان وتجنب التدخين بكافة أنواعه.
{ كلمة أخيرة عن خططكم المستقبلية للتطوير والتوسع في الخدمات الطبية المقدمة لمختلف فئات المجتمع؟
لا شك أن أية مؤسسة صحية تسعى إلى تطوير وتحديث خدماتها وإضافة تخصصات جديدة، وهذا يعتمد على استقراء الواقع وتقييم الاحتياجات وبالطبع فإن ذلك يتم بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة، ومن المهم التأكيد على استمرار تقديم الخدمات الصحية لطالبيها مع ضمان الجودة العالية وسلامة المرضى، وفي هذا المجال فقد حصل الهلال الأحمر القطري متمثلا بقطاع الشؤون الطبية على الاعتماد الكندي لجودة الخدمات الطبية وسلامة المرضى بالمستوى البلاتيني، ونعمل على الحفاظ على هذا المستوى من جودة الخدمات الصحية مع السعي للحصول على المستوى الأعلى مستقبلا، من خلال تحقيق معايير ومقاييس إضافية عالية المستوى، وفي مجال التأمين الصحي الإلزامي فإننا وتحت إشراف وزارة الصحة العامة نعمل جنبا إلى جنب مع المؤسسات الصحية الحكومية الكبرى، في التحضير لتطبيق نظام التأمين الصحي بما يتطلب من أنظمة وتقنيات وكوادر وتدريب، أما في مجال التدريب والتطوير فإن مركز التدريب يعمل على توسيع نشاطه من خلال اعتماد دورات تدريبية علمية معتمدة بساعات التدريب المهني المستمر، وبخصوص الخدمات الطبية الطارئة فالعمل جار على تحديث أسطول سيارات الإسعاف وتعيين كوادر جديدة لتلبية زيادة الطلب مع المحافظة على تدريب الكوادر بشكل مستمر، كما يتم تجهيز العيادة الطبية المتنقلة، وذلك لتأمين التغطية الطبية الفورية حين الحاجة، وبخصوص المستشفى الميداني الذي يمتلكه الهلال الأحمر القطري في القطاع الطبي، فقد تم تحديثه وتجهيزه بأحدث المعدات وتخصيص فريق مدرب لتشغيله عند الطلب.