في مثل هذا اليوم من العام 2011م توفي نجم الدين أربكان أشهر رجال الإسلام السياسي في تركيا!
لم يكن أربكان شيخاً، ولم يدرس الشريعة، كان مهندس ميكانيك، يحمل درجة الدكتوراه فيها من جامعة آخن في ألمانيا، ولكنه كان يؤمن أن الإسلام لم يُبعث لينزوي في المساجد وإنما ليحكم المجتمع!
كان نجم الدين أربكان يقول: المسلمون الذين لا يهتمون بالسياسة يحكمهم ساسة لا يهتمون بالإسلام! لهذا قرر أن يخوض معترك السياسة، نجح أول مرة نائباً ولكنه مُنع من دخول البرلمان بسبب معاداته للعلمانية، مع أن أحد أهم مبادئ العلمانية احترام قرارات الشعب في الانتخابات!
لم يستسلم أربكان، وبقي يقوى شيئاً فشيئاً، حتى صار نائب رئيس الوزراء في تركيا، فصنفه الجيش على أنه خطر على العلمانية كلها! فقام قائد الجيش كنعان أفريم بانقلاب عسكري، وتم سجن أربكان لثلاث سنوات، خرج بعدها ليؤسس حزب الرفاه.
لم يكن أربكان بعيداً عن حياة المسلمين عموماً، كانت له مواقف معادية لإسرائيل، ووساطة طيبة في الخلاف بين مجاهدي أفغانستان، ويقول عنه علي عزت بيغوفيتش في مذكراته: أقمنا جمهوريتنا بثلاثين بندقية هربها إلينا أربكان!
أربكان لم يكن خليفة راشداً، كان إنساناً مسلماً في دولة علمانية ترى الإسلام خطراً عليها، وفي هذا الوضع وهذه البيئة عمل أربكان، وهذا ما لا يفهمه منتقدوه، أحياناً كثيرة نحن ننتقد لأننا لا نفهم الواقع، ولا نقدر ظروف الآخرين، وقد قال الخشب للمسمار يوماً: لقد ثقبتني! فقال له المسمار: لو رأيتَ الطرق على رأسي لعذرتني!
والحق يُقال إن تركيا اليوم تجني غرساً كان أربكان قد زرعه، في وقت كان امتحان دخول الجيش في تركيا أن يكشف المتقدم عن ركبتيه ليرى الضباط هل من أثر لسجود فيهما ليتم رفضه!بقلم: أدهم شرقاوي
لم يكن أربكان شيخاً، ولم يدرس الشريعة، كان مهندس ميكانيك، يحمل درجة الدكتوراه فيها من جامعة آخن في ألمانيا، ولكنه كان يؤمن أن الإسلام لم يُبعث لينزوي في المساجد وإنما ليحكم المجتمع!
كان نجم الدين أربكان يقول: المسلمون الذين لا يهتمون بالسياسة يحكمهم ساسة لا يهتمون بالإسلام! لهذا قرر أن يخوض معترك السياسة، نجح أول مرة نائباً ولكنه مُنع من دخول البرلمان بسبب معاداته للعلمانية، مع أن أحد أهم مبادئ العلمانية احترام قرارات الشعب في الانتخابات!
لم يستسلم أربكان، وبقي يقوى شيئاً فشيئاً، حتى صار نائب رئيس الوزراء في تركيا، فصنفه الجيش على أنه خطر على العلمانية كلها! فقام قائد الجيش كنعان أفريم بانقلاب عسكري، وتم سجن أربكان لثلاث سنوات، خرج بعدها ليؤسس حزب الرفاه.
لم يكن أربكان بعيداً عن حياة المسلمين عموماً، كانت له مواقف معادية لإسرائيل، ووساطة طيبة في الخلاف بين مجاهدي أفغانستان، ويقول عنه علي عزت بيغوفيتش في مذكراته: أقمنا جمهوريتنا بثلاثين بندقية هربها إلينا أربكان!
أربكان لم يكن خليفة راشداً، كان إنساناً مسلماً في دولة علمانية ترى الإسلام خطراً عليها، وفي هذا الوضع وهذه البيئة عمل أربكان، وهذا ما لا يفهمه منتقدوه، أحياناً كثيرة نحن ننتقد لأننا لا نفهم الواقع، ولا نقدر ظروف الآخرين، وقد قال الخشب للمسمار يوماً: لقد ثقبتني! فقال له المسمار: لو رأيتَ الطرق على رأسي لعذرتني!
والحق يُقال إن تركيا اليوم تجني غرساً كان أربكان قد زرعه، في وقت كان امتحان دخول الجيش في تركيا أن يكشف المتقدم عن ركبتيه ليرى الضباط هل من أثر لسجود فيهما ليتم رفضه!بقلم: أدهم شرقاوي