+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1533م وُلد «ميشيل دي مونتين» الذي قال يوماً: إن كان يوجد شيء اسمه زواج جيد، فالسبب أن فيه من الصداقة أكثر مما فيه من الحُب!
بالمناسبة إنني أوافقه في قوله هذا، ليس تقليلاً من قيمة الحُب، ولكن إعلاء من قيمة الصداقة، ومن جميل ما قرأتُ في هذا المجال:
مسكين من يعتقد أن الحب وحده كافٍ لاستمرار الزواج، الحُبُّ بالكاد يوصلكما إلى عتبة بيتكما بفستانها الأبيض وبدلتك الأنيقة، ثم أما بعد، فهو احترام وتفاهم، ومودة وتغافل، وصبر ثم صبر ثم صبر!
الجمع بين القلوب المتحابة فضيلة، وهو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهدي صحابته من بعده! فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً قال: يا رسول الله في حجري يتيمة قد خطبها رجلٌ موسر ورجل معدم، فنحن نحبُّ الموسر وهي تحب المعدم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح!
رواه ابن ماجة والطبراني والحاكم وابن عسكر في تاريخ دمشق!
وقد روى البخاري من قصة بريرة التي كانت أَمَة مملوكة، فلما أُعتقتْ اختارت فسخ زواجها من مغيث الذي كان عبداً، وكان يحبها، ويمشي وراءها في الطرقات يبكي كي ترجع إليه، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: يا بريرة، اتقي الله، فإنه زوجك، وأبو ولدكِ! فقالت يا رسول الله: أتأمرني؟ فقال: لا، إنما أنا شافع! فقالت: لا حاجة لي به!
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو أدركتُ عفراء وعروة لجمعتُ بينهما!
ولكن هذا كله شيء، وفهم الحياة الزوجية شيء آخر، إن الحب أساس متين للزواج، ولكن الأساس إما أن يقوى وإما أن يهوي، وهو إنما يقوى بالتفهم، والتغافل، والتنازل، والصبر، ومعرفة أن شريك العمر ليس ملاكاً، وأن التقصير سمة بشرية وأن الكمال لله وحده، وأن الذي يطلب الكمال في الناس فلينظر إلى الكمال في نفسه أولاً، فإن وجده فليشترط بعد ذلك!
كلكم تعرفون أن زواجات تمت بسبب قصة حب ملتهب، ثم ما لبث الأمر أن انتهت بالطلاق، وكلكم تعرفون أن زواجات أيام زمان كان الزوج لا يرى زوجته إلا يوم تُحمل إليه وكانت البيوت تستمر!
الفكرة من كل هذا، الحب لا يغني عن الصداقة في الزواج، أو لَعَلِّي أتطرف أكثر فأقول: وهل يوجد حب لا صداقة فيه؟!بقلم: أدهم شرقاوي
بالمناسبة إنني أوافقه في قوله هذا، ليس تقليلاً من قيمة الحُب، ولكن إعلاء من قيمة الصداقة، ومن جميل ما قرأتُ في هذا المجال:
مسكين من يعتقد أن الحب وحده كافٍ لاستمرار الزواج، الحُبُّ بالكاد يوصلكما إلى عتبة بيتكما بفستانها الأبيض وبدلتك الأنيقة، ثم أما بعد، فهو احترام وتفاهم، ومودة وتغافل، وصبر ثم صبر ثم صبر!
الجمع بين القلوب المتحابة فضيلة، وهو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهدي صحابته من بعده! فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً قال: يا رسول الله في حجري يتيمة قد خطبها رجلٌ موسر ورجل معدم، فنحن نحبُّ الموسر وهي تحب المعدم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح!
رواه ابن ماجة والطبراني والحاكم وابن عسكر في تاريخ دمشق!
وقد روى البخاري من قصة بريرة التي كانت أَمَة مملوكة، فلما أُعتقتْ اختارت فسخ زواجها من مغيث الذي كان عبداً، وكان يحبها، ويمشي وراءها في الطرقات يبكي كي ترجع إليه، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: يا بريرة، اتقي الله، فإنه زوجك، وأبو ولدكِ! فقالت يا رسول الله: أتأمرني؟ فقال: لا، إنما أنا شافع! فقالت: لا حاجة لي به!
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو أدركتُ عفراء وعروة لجمعتُ بينهما!
ولكن هذا كله شيء، وفهم الحياة الزوجية شيء آخر، إن الحب أساس متين للزواج، ولكن الأساس إما أن يقوى وإما أن يهوي، وهو إنما يقوى بالتفهم، والتغافل، والتنازل، والصبر، ومعرفة أن شريك العمر ليس ملاكاً، وأن التقصير سمة بشرية وأن الكمال لله وحده، وأن الذي يطلب الكمال في الناس فلينظر إلى الكمال في نفسه أولاً، فإن وجده فليشترط بعد ذلك!
كلكم تعرفون أن زواجات تمت بسبب قصة حب ملتهب، ثم ما لبث الأمر أن انتهت بالطلاق، وكلكم تعرفون أن زواجات أيام زمان كان الزوج لا يرى زوجته إلا يوم تُحمل إليه وكانت البيوت تستمر!
الفكرة من كل هذا، الحب لا يغني عن الصداقة في الزواج، أو لَعَلِّي أتطرف أكثر فأقول: وهل يوجد حب لا صداقة فيه؟!بقلم: أدهم شرقاوي