+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1940م وُلد الشاعر والروائي والسفير والدبلوماسي والوزير السعودي غازي القصيبي !
كان القصيبي إنساناً رائعاً بحق، وهو من الأدباء الذين تعجبني كتاباتهم، وقبل كتاباتهم تعجبني أخلاقهم!
يقول غازي القصيبي: لا أذكرُ أنني نمتُ ليلة واحدة وعلى مكتبي ورقة تحتاج إلى توقيع! لأنني أدرك أن التوقيع الذي لن يستغرق مني سوى ثانية قد يُعطل مصالح الناس لأيام!
هذا الإحساس بالمسؤولية، وهذه الدماثة في الأخلاق، هي ما نفتقدها اليوم في وزراء هذا الوطن العربي الممتد من الماء إلى الماء!
عندما كان غازي القصيبي وزيراً للكهرباء، حصل انقطاع في التيار في أحد أحياء الرياض، فذهب إلى مقر الشركة، وجلس مع موظفي السنترال يتلقى بنفسه شكاوى الناس، ومن طريف ما حدث معه أن مواطناً غاضباً قال له: قل لوزيركم الشاعر أنه لو ترك شعره واهتم بعمله ما انقطعت الكهرباء عن الرياض!
فقال له غازي: شكراً لكَ، لقد وصلت رسالتك!
فقال المواطن: ماذا تعني؟
فقال له: أنا الوزير، وشكواك وصلت!
ومن طرائفه الكثيرة أختم بهذا:
يقول غازي القصيبي: زارني أحد رجال الأعمال البارزين في مكتبي، وطلبَ تحديد موعد للغداء أو العشاء ليدعوني إليه… وكنتُ وما زلتُ أكره هذه المجاملات الفارغة، فقلتُ له: أنتَ تعرفني مذ كنتُ أستاذاً في الجامعة، ولم تفكر بدعوتي إلا عندما صرتُ وزيراً!
فقال لي: هذه الدعوة ليست لك، إنها للكرسي الذي تجلس عليه!
فقلتُ له: تقديراً لصراحتك سوف أقبل الدعوة!
فقال لي بفرحٍ غامر: ومتى الموعد؟
فقلتُ له وأنا أشير إلى كرسيّي: ضيف الشرف أمامك، متى أحببتَ أن تطعمه فافعلْ، أما أنا فليس عندي وقت!بقلم: أدهم شرقاوي
كان القصيبي إنساناً رائعاً بحق، وهو من الأدباء الذين تعجبني كتاباتهم، وقبل كتاباتهم تعجبني أخلاقهم!
يقول غازي القصيبي: لا أذكرُ أنني نمتُ ليلة واحدة وعلى مكتبي ورقة تحتاج إلى توقيع! لأنني أدرك أن التوقيع الذي لن يستغرق مني سوى ثانية قد يُعطل مصالح الناس لأيام!
هذا الإحساس بالمسؤولية، وهذه الدماثة في الأخلاق، هي ما نفتقدها اليوم في وزراء هذا الوطن العربي الممتد من الماء إلى الماء!
عندما كان غازي القصيبي وزيراً للكهرباء، حصل انقطاع في التيار في أحد أحياء الرياض، فذهب إلى مقر الشركة، وجلس مع موظفي السنترال يتلقى بنفسه شكاوى الناس، ومن طريف ما حدث معه أن مواطناً غاضباً قال له: قل لوزيركم الشاعر أنه لو ترك شعره واهتم بعمله ما انقطعت الكهرباء عن الرياض!
فقال له غازي: شكراً لكَ، لقد وصلت رسالتك!
فقال المواطن: ماذا تعني؟
فقال له: أنا الوزير، وشكواك وصلت!
ومن طرائفه الكثيرة أختم بهذا:
يقول غازي القصيبي: زارني أحد رجال الأعمال البارزين في مكتبي، وطلبَ تحديد موعد للغداء أو العشاء ليدعوني إليه… وكنتُ وما زلتُ أكره هذه المجاملات الفارغة، فقلتُ له: أنتَ تعرفني مذ كنتُ أستاذاً في الجامعة، ولم تفكر بدعوتي إلا عندما صرتُ وزيراً!
فقال لي: هذه الدعوة ليست لك، إنها للكرسي الذي تجلس عليه!
فقلتُ له: تقديراً لصراحتك سوف أقبل الدعوة!
فقال لي بفرحٍ غامر: ومتى الموعد؟
فقلتُ له وأنا أشير إلى كرسيّي: ضيف الشرف أمامك، متى أحببتَ أن تطعمه فافعلْ، أما أنا فليس عندي وقت!بقلم: أدهم شرقاوي