+ A
A -
انتفض الشاب واقفا عندما بدأ العازفون وصلتهم في الخيمة الرمضانية، وقال: لقد خدعت بالدعوة إلى هذا المكان الذي تقام فيه مثل هذه الخزعبلات والمحرمات في شهر الفضائل والمكرمات. قلنا له: إنهم رجال، وليس هناك هز يا وز، ولا مجون وكلمات الغناء محتشمة، ولكنه أصر على الَّا يبقى في القاعة التي ينبعث منها الغناء.
سألت مسؤول علاقات عامة بأحد الفنادق يختص بالاشراف على الخيمة الرمضانية، فيما اذا كان يواجه مشاكل من شباب متدين يدعى إلى الخيمة، فقال: نحن والحمد الله، لا نقدم في الخيمة المنكر، وليس هناك مجون، والأجواء هي أجواء رمضانية، لكن البعض له اعتراض عليها.. وقد يكون على حق، فالمسألة مسألة مبدأ، فمنهم من يرى في ذلك حراما وتأثيما، وآخرون لا يرون ذلك. خاصة وان هناك رجال علم، وعلماء شريعة، يحضرون إلى الخيمة فيتناولون افطارهم وسحورهم ويغادرون.
وفيما أذا كان يهمه كسب مثل هؤلاء الشباب الرافضين لمبدأ الغناء في الخيمة الرمضانية، قال: نحن نرحب بجميع الزبائن ويهمنا جذب الجميع إلى خيمتنا سواء كانوا من الرافضة اوغيرهم ممن يجدون في الحضور إلى الخيمة قضاء سهرة رمضانية مع الاصدقاء بعيدا عن روتين المنزل. لكنه تساءل: كيف لي أن أجذب مثل هؤلاء، وهم أصلا يرفضون مبدأ اقامة فنادق سياحية ويرفضون الخيمة؟!
قلت: الحل ليس صعبا، فالناس فيما يعشقون مذاهب، وما يهوى هؤلاء رقص آخر مختلف فالصوت الذي يعشقون، هو صوت مقرئ القرآن والكلمات التي يحبون الاستماع إليها هي كلمات القرآن والأناشيد التي يتمايلون ويهللون معها هي أناشيد دينية. وما اكثرها، وبامكانك ان تستعين بـ«إم. اف» متخصصة في مثل هذه الاناشيد، وللذين في مذهبهم حب الرقص، فعليك بالدراويش، فرقصهم مع كلمات سيدنا جلال الدين الرومي يبعث باجواء رمضانية مليئة بعبق التاريخ القادم من العصرين الايوبي والفاطمي.
اطرق مسؤول العلاقات العامة برهة.. وقال فكرة.. الافضل أن يتم بناء فندق خاص لاهل التدين ويضم هذا الفندق صالة محاضرات يستدعى اليها عمرو خالد، وغيره من رجال الدعوة، ويتم تشكيل فرقة دراويش دائمة. ويعمل هذا الفندق على مدار الساعة..
غادرت وصديقي.. وانا اردد نحن في زمن لكل منا فيه مبدأ، والتقاء المبادئ في هذا الزمن لا يمكن ان يحدث، لأن تربيتنا مختلفة، وثقافتنا مختلفة، ومعلمنا مختلف ولا يمكن لي أو لك ان نفرض ثقافتنا على الآخر، الا اذا كنا نحن اصحاب القوة..
فالثقافة الإسلامية التي وصلت إلى اطراف الصين، جاءت بعد القوة التي كان يتمتع به المسلمون... وكان الناس يدخلون في ثقافتهم أفواجا..
واليوم عصر القوة هو للصهيونية العالمية وهي التي تفرض ثقافتها علينا، واذا كان شاب واحد فقط انتفض اليوم من أجل مبادئه وثقافته فلن ينتفض احد بعد حين حتى لو شاهد «شاكيرا» ترقص في حديقة منزله.. عافانا الله وعافاكم ووقانا ووقاكم، وحصننا وحصنكم من شاكيرا.
ملحوظة: شاكيرا تغني وترقص دون ملابس.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
13/06/2016
717