+ A
A -
التقيته أمس الأول في مجلسه العامر في منطقة (عين خالد) وكما عرفته وعهدته ممتلئا حباً وأملاً وتفاؤلاً ومتابعاً بامتياز كل صغيرة في الشأن الداخلي والخارجي، يرصد ويحلل ويعلق يتكلم معك بلغة الاحساس الصادق ويطرح الأفكار بلغة عقلانية منطقية، كلما استدرجته.
للحديث عن رمضان ولياليه وفضائله والحب والمرح فيه، جذبني نحوه للحديث عن قضايا المجتمع ومرئياته نحوها وماذا قال رجال الاقتصاد والاجتماع والسياسة في هذا الشأن أو ذاك، رغم أنه وديع وهادئ إلا أن حديثه كان ساخناً ومبعث سخونته غيرته ووطنيته وحبه للجودة والإتقان والإنجاز الحقيقي، كان حديثه ماتعاً وممتعاً وشائقاً، يقول: إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فارتقب الساعة. ويعني بها ساعة الفوضى والتجاوزات لا الإنجازات! وهناك من المسؤولين من تخلى عن مسؤولياته وصار يعتني بمصالحه على حساب المصلحة العامة! يقول نفتقد للاستراتيجيات بعيدة المدى! يقول بلغة أهل الطب وإدارة المستشفيات - التي يتقنها بامتياز- من أهم الأمور عند أي مريض أن يتم تشخيص مرضه تشخيصاً صحيحاً بعدها يصبح العلاج سهلاً والشفاء يسيراً وبإذن الله مضموناً، ونحن نعرف حقيقة مشاكلنا الإدارية والفنية والتحديات التي تواجهنا ونعرف الداء والدواء وموقنون بأن مشاكلنا قابلة للشفاء إذا تناولنا الدواء الذي أجمع عليه كل أطباء الاقتصاد والاجتماع والصحفيين المخضرمين - وذكر لي اسما وهو الأستاذ القدير اللامع أحمد السليطي الذي شغل سابقاً رئيس تحرير جريدة الوطن الغراء- وقال: نحن نحتاج إلى رجل من طراز الأستاذ السليطي الذي وصفه كالصاروخ الذي ينطلق في أي وقت ولأي ارتفاع نحو أي هدف دون خوف على قلمه أو صحيفته ليضع النقاط فوق الحروف وتحت الحروف ويؤكد (نريد هذه النوعية من الأقلام) يقول: لا أحب المسكنات للألم، لا أفضل الأدوية المسكنة على العلاج الأساسي، يقول: قد يكون الدواء مراً والعلاج صعباً لذلك نضرب عنه ونقبل على المسكنات والآنيات التي لا تقضي على الألم ولكنها تترك الداء يستــــشري والمشكلة تزيد! نعاني من مرض الاهمال وقلة الإنتاج والإنجاز والتخبيط من التخبط.
يقول كيف نعد العدة لافتتاح عدة عيادات تخصصية إضافية لعلاج الألم - كما نشر من قريب في الصحف- بهدف توفير رعاية صحية أفضل ونحن في الأساس نعاني من نقص الأسرة جمع سرير!! هذا غيض من فيض، القضاء على أمراضنا يتلخص في رصد الواقع بمسؤولية وتشخيص أمراضنا بمسؤولية، ثانياً استقطاب الكفاءات القطرية من رجال الإدارة والاقتصاد والقانون والاجتماع والاستفادة منهم، - بدل الاستغناء عنهم- سوء الإدارة مرض وتوسيد الأمر لأشخاص بطرق غير موضوعية مرض عضال! كما أن التسيب مرض وقلة الانتاجية مرض والتبجح بالإنجاز مرض والتخلص من الكفاءات مرض! إن وجود شخص غير منتج وغير قادر على تقديم شيء يذكر في مجال عمله مرض واستمراره مصيبة وكارثة! نريد قرارات وكفاءات تعيد للعمل روحه حتى نساير ما يحدث في العالم،علينا أن نعالج أمراضنا من كل جوانبها قبل أن تستنزف قدراتنا قطرة قطرة! توسيد الأمر إلى غير أهله نزيف! وعدم الانضباط نزيف! وبعد أن أطال أخي وصديقي الحديث أخذت أتناول بعض قطع الحلو (السويتات) من مائدته العامرة بما لذ وطاب وأجّبت على طبق الثريد باللحم والقرع الأصفر الصحي وحلوى الحلقوم التركية التي يسمونها الأتراك براحة الحلقوم من مدينة طرابزون وختمتها بالقهوة العربية، ثم قلت له: وهل لا يزال عندك كلام تقوله، نظر لي وابتسم ثم قال: علينا أن نبدأ في تناول الأدوية الفعالة لأمراضنا وأن نقلع عن المسكنات التي طال إدماننا عليها وآخرها (التأمين الصحي) الذي لم نخطط له جيداً واستنزف كما هائلا من الأموال! - هذا كمثال آخر- والأمثلة كثيرة
عندما نضع الاستراتيجيات ونضع الشخص المناسب في المكان المناسب سنحقق الشفاء والإنجاز الذي نتمناه جميعاً، هنا قلت له هذا يكفي لقد تعبت فاستأذنته بالانصراف وشكرته على استضافته وكرمه ومقالته، هنا رمقني بنظرة تحمل معنى وظللنا نضحك ها ها ها.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
copy short url   نسخ
13/06/2016
904